وصف القرع في الطب القديم بأنه غذاء بارد، مولد للبلغم، ينفع من الحميات، ويسكن اللهب وانحداره إلى المعدة سريع وهو ملين ومدر للبول.لقد استخدم القرع كثيراً كدواء في أمريكا الوسطى والشمالية، وقد وضع شعب المايا نسغ النبتة على الحروق، واستخدم شعب المينوميني البذور كمدرة للبول وعمد المستوطنون الأوروبيون إلى طحن البذور ومزجها بالماء والحليب أو العسل لصنع دواء للديدان، وقد انتشرت هذه الممارسة في البيوت في أمريكا لدرجة أن المهنة الطبية تبنتها في آخر الأمر كعلاج قياسي. لقد كان القرع ذا قدر ثمين عند القدماء، ومما يذكر عن ذواقة الطعام العظيم الجنرال الروماني لوكولوس سنة 57 قبل الميلاد انه كان يقدم حلوى لضيوفه بعد الطعام مصنوعة من القرع والعسل. والعالم النباتي اليوناني ديوسقوريدس كان ينصح بتناول حمرة محفوظة في قرعة مفرغة كمادة مسهلة. واستخدم العرب اليقطين فقد ورد ذكره في القرآن الكريم، ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يكثر من أكله، ويوصي أصحابه بأكله ويقول انه يشد قلب الحزين. أما علماء المسلمين فقد قال داود الانطاكي في اليقطين «أكله بالخل يقطع الحمى، مزيل الصداع طلاء، إذا خلط بالشعير واودع النار في العجين حتى ينضج وهرس واستعمل بالسكر أو التمر هندي نفع من حرارة الدماغ والرمد والحميات نفعاً ظاهراً. يلين ويرطب ويفتح السدد ويدر. ينفع من اليرقان والانسدادات الصلبة، أكله بالمربى والسكر ومطبوخاً وشرب مائه مزيل للوسواس والجنون والصداع، ويزيل ما في الكلى والامعاء، رماده يبرئ القروح ذروراً، يزيل حرقة البول وضعف الكلى وقروح المثانة ويسمن». أما ابن سينا في قانونه فيقول: «المسلوق منه يغذي غذاء يسيراً، وهو سريع الانحدار وان خلط بالسفرجل كان محموداً للصفراوين. وكذلك ماء الحصرم وماء الرمان. عصارته تسكن وجع الاذن الحار وخصوصاً مع دهن الورد وينفع الأورام الدماغية ونافع لوجع الحلق». ويقول ابن البيطار في القرع «عصير زهرته نافع من وجع الاذن الحادث من ورم ماء، لب القرع إذا جعل منه ضماداً برد الأورام الحارة والعارضة في أدمغتهم ينفع إذا تضمد به النقرس. لقد ورد ذكره في الشعر العربي من ذلك ما قاله عبدالرحيم بن رافع في وصف القرع: وقرع تبدي للعيون كأنه خراطيم أفيال لطخن بزنجار مررنا فعايناه بين مزارع فأعجب منها حسنه كل نظار