"على المبتعث أن يتذكر دائماً أنه يمثل بلده فضلاً عن الإسلام والثقافة والحضارة الإسلامية"، هذا ما دعا إليه "د.حمود النمر" -عضو هيئة التدريس في جامعة شقراء-، مشدداً على ضرورة أن يكون المبتعث مثالاً يُنقل عنه أجمل صورة للمواطن المسلم المعتز بدينه ووطنه وثقافته العربية الأصيلة، وأن يكون سفيراً لوطنه يعكس بتصرفاته وسلوكه الوجه الحضاري المُشرق الذي تعيشه المملكة، بل ويُبرهن على أن الشباب قادر على الانتقال بوطنه إلى عالم أرحب في سماء اقتصاد المعرفة، مع خلق شراكات علمية تُسهم في إثراء بيوت العلم العالمية وتطويرها، ليحجز لوطنه وأمته مكانة خاصة تستحقها بين دول العالم. وأكد على أن المبتعث هو الركيزة الأساس التي يبنى عليها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، فهو "الرقم الصعب" الذي يُراهن عليه الجميع، وبدونه تبقى المعادلة ناقصة، مضيفاً أنه من هنا تأتي أهمية أن يُدرك المبتعث عِظم المسؤولية المُلقاة على عاتقه، وحجم الأمل الذي يتطلع الوطن إلى تحقيقه من خلاله، وسمو الرسالة التي يحملها، فهو طالب علم يسعى للإفادة من التجارب والخبرات الرائدة في خدمة البشرية، وبما يتوافق مع القيم الإسلامية، ليعود إلى وطنه رافد من روافد التنمية الوطنية، يُسهم بما يحمل من علم ومعرفة في بناء المواطن. وأوضح أن برنامج الابتعاث الخارجي يُعد فكرة تنموية تستهدف تعزيز نظرية الاستثمار في العقل البشري، ونقلة نوعية في خطط التنمية الوطنية، فتحت المجال أمام المملكة للدخول إلى عالم التنمية المعرفية العلمية والفكرية الثقافية القائمة على التواصل مع بيوت العلم ومراكز البحوث العالمية، إضافةً إلى الاحتكاك المباشر مع الثقافات الأخرى، ومد جسور التعارف والتعاون بين الشباب والشعوب الأخرى، مشيراً إلى أن برنامج الابتعاث مؤسس على رؤية إعداد أجيال متميزة لمجتمع معرفي مبني على اقتصاد المعرفة، وهي بلا شك رؤية شمولية تُحفز إلى تحقيق العديد من الأهداف التي حددها القائمون على البرنامج في ابتعاث الكفاءات للدراسة في أفضل الجامعات، وفق مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية، إلى جانب ترسيخ مبدأ تبادل الخبرات العلمية والمعرفية في شتى المجالات والتخصصات بما ينعكس إيجاباً على بناء الكوادر وتأهيلها بشكل احترافي، يجعل منها رافداً مهماً من روافد بناء التنمية الوطنية وتطويرها. وأكد على أن منظومة العمل هذه لا يمكن لها أن تكتمل دون مشاركة العديد من مؤسسات المجتمع، ومن أهمها الأسرة كونها الكيان الأكثر ارتباطاً بالمبتعث، وتقع عليها مسؤولية كبيرة في تعزيز القيم والمعاني الإسلامية، التي يجب عليه أن يلتزم بها في كافة الظروف والأحوال. لقطة جماعية لمبتعثين يحملون طموحاتهم وأماني وطنهم