أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الاستاذ الدكتور سليمان أباالخيل أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يعد من المشروعات التنموية البارزة التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حيث يعد من أبرز البرامج الطموحة والمتميزة لنبل أهدافه ورؤيته ورسالته وبرامجه المتنوعة وهذا دليل على حكمة وحنكة ملك الإنسانية الذي أسس لهذا البرنامج وتابعه وأشرف عليه بنفسه. جاء ذلك خلال محاضرة لمعاليه ألقاها بعنوان (الابتعاث أهميته ومسؤولية المبتعث) على هامش مؤتمر الإبداع الدولي الرابع الذي ينعقد في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة برعاية جامعة الإمام مؤكدا معاليه ان المملكة حققت أشواطا متقدمة وتطورا واضحا وملموسا على الصعيد الدولي والعالمي فيما يتعلق بدعم العملية التعليمية حيث خطت الجامعات السعودية خطوات متسارعة في تحقيق العديد من الإنجازات والجوائز العالمية. وأوضح معاليه أن الإسلام حث على تعلم كافة العلوم والمعارف لأن تعلم العلوم لايقتصر على علم بعينه بل المطلوب في الشريعة تعلم كافة العلوم التي تخدم البشرية والإنسانية في التخصصات المتنوعة سواء كان طلب تعلم هذه العلوم في الوطن أو في البلاد التي يتم الابتعاث لها للحصول على العلوم المتقدمة والنادرة ليعود المبتعث إلى وطنه لخدمته وإفادته. وأكد د.أبالخيل أن المطلع على تاريخ المسلمين منذ صدر الإسلام وعلى مر العصور والقرون يجد أن المسلمين كانوا ينتدبون أنفسهم ويشدون الرحال لطلب العلم والتعلم بل كان الشخص يرسل نفسه للحصول على معلومة واحدة فقط ولاشك ان هذا دليل وتوجيه على مايقوم به علماؤنا وأسلافنا في السابق فما بالك اليوم والعالم من حولنا اليوم يحفل بالعديد من الجامعات والعلماء الذين يتحتم علينا أن نبحث لديهم عما يخدم ديننا ووطننا من العلوم والمعارف المتنوعة والمفيدة وهذا مايتمثل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي . وأشار إلى أن الابتعاث يحقق مصالح وطنية لايمكن أن تحصى أو أن تستقصى ولذلك فإن له أهمية وأبعاداً ثقافية وتنموية مع أبعاد أخرى تخص المبتعث ومقر بعثته ووطنه فنجد أن للابتعاث أثرا قويا وفعالا في التعرف على مالدى الآخرين من العلوم والتجارب وكذلك المبتعث يقدم ثقافته وحضارته لغيره وكذلك يستفيد من ثقافة الآخرين وفق مايخدم دينه ووطنه. ودعا معاليه المبتعثين إلى تمثيل وطنهم على أحسن وجه لتحقيق مصلحة وطنهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة المرجوة من ابتعاثهم موجها المبتعثين إلى إشغال وقتهم كاملا بالبعثة والهدف الذي ابتعثوا من اجله لأنهم سفراء لبلدهم فيجب أن يكونوا قدوة وأسوة يضرب بهم المثل فلا يجب أن يصدر منهم أي تصرف قولي أوفعلي يسيء لأنفسهم ودينهم ووطنهم وكذلك لا يقع منهم خلل أوتقصير أونقص يعود عليهم بالضرر ويجب على المبتعث الابتعاد عن مواقع وأماكن الشك والريب ولا يرتبط مع جماعات أو أحزاب تسيء لنفسه ووطنه وتؤثر على دراسته والهدف الذي ابتعث من أجله. وحث الدكتور أبالخيل المبتعثين إلى الالتزام بالأخلاق الحسنة لأنها أقصر الطرق وأفضل أسلوب من أجل كسب القلوب فبهذه الطريقة يستطيع المبتعث نقل صورة حية ومباشرة عن الأخلاق الإسلامية التي تدعو إلى حسن التعامل مع الآخرين مما ينقل صورة مشرفة وواقعية عن ديننا ووطننا بعيدا عن الغلو والتطرف والجفاء الذي ينفر الآخرين منا وينقل صورة سيئة عن ديننا ووطننا . ونوه معاليه بجهود وزارة التعليم العالي على ماتقوم به من خدمة ومتابعة لبرامج الابتعاث بشكل عام وبرنامج الملك عبدالله للابتعاث بشكل خاص حيث أحدثت نقلة نوعية ومتميزة في توفير خدمات ووسائل فائقة للمبتعثين مشيدا في ذات الوقت بجهود سفارات خادم الحرمين الشريفين التي وفرت سبل الراحة للمبتعثين ومكنتهم من تأدية العملية التعليمية على أكمل وجه.