لم أشاهد الاتحاد السعودي لكرة القدم من قبل يعاني ويحرج ويعيش موقفاً ضعيفاً بقدر ما رأيته خلال الأيام الماضية حتى إنني رثيت له وخصوصاً بعد إعلان إحدى لجانه للعقوبات الموقعة على ناديي الهلال والشعلة بعد مواجهتهما في دور ال 16 من كأس ولي العهد والأحداث التي صاحبت اللقاء؛ إذ ظهرت العقوبات مترهلة وعلى استحياء ولا توازي الحدث وأصدائه. ومصدر رأفتي بحال الاتحاد السعودي ولجانه المجتهدة هو عدم القدرة على مواجهة المتغيرات والأحداث المتلاحقة بشجاعة وشفافية وفي الوقت ذاته عدم امتلاكه للأرضية الصلبة التي يقف عليها هو ولجانه لتفعيل أنشطته. ولعل أقرب مثال لما سبق هو أحداث مباراة الشعلة والهلال التي سأقارنها بمباراة جرت ببطولة مشابهة ارتبط بها حدث مشابه ففي دور ال 16 من كأس هولندا الذي جمع اجاكس والكمار حدث أن اخترق مشجع الطوق الأمني ودخل إلى أرض الملعب مهدداً سلامة اللاعبين ولأن الاتحاد الدولي يضع شروطاً أساسية عدة للسماح بإقامة المباريات ومن أهمها شرط الأمن والسلامة؛ فقد أوقف الحكم المباراة وانسحب الفريق الضيف لتأتي قرارات الاتحاد الهولندي صارمة كالسيف بعد أيام قليلة بإعلان إعادة المباراة بدون جمهور؛ ولم يتوقف الأمر عند ذلك فعوقب المشجع عقوبة مضاعفة إذ حكم عليه قضائياً بالسجن ستة أشهر أما الاتحاد الهولندي فمنع المشجع من دخول الملاعب لمدة ثلاثين عاماً وبالتالي لن يعود صاحبنا المتهور ذو العشرين عاماً للملاعب إلا بعد أن يصبح كهلاً ويبلغ الخمسين؛ وحتى النادي عوقب بغرامة مالية وصلت إلى عشرة آلاف يورو. ذلك يحدث في هولندا وبالتأكيد في الدول المتطورة المجاورة لها.. وحتى نصل إلى قلب الموضوع سنسأل لِمَ لا يحدث مثل ذلك في السعودية وهل يستطيع اتحادنا الموقر معاقبة مشجع أو أكثر بعقوبات مماثلة؟ ولماذا؟ والإجابة ستكون بالطبع لا !! .. أما لماذا فذلك يعود إلى الفرق في الأرضية التي يقف عليها اتحادنا والأرضية التي يقف عليها الاتحاد الهولندي ففي هولندا لا تباع تذاكر المباريات إلا بشكل رسمي وعن طريق رقم الهوية الشخصية إما مباشرة أو إليكترونياً وعندما يشتري المشجع التذكرة يجد عليها اتجاه المدرج ورقم المقعد ولا يستطيع دخول الإستاد إلا بعد تمرير التذكرة على "البوابة الاليكترونية" كما يحتوي الملعب على كاميرات مزروعة في أكثر من مكان بحيث يسهل السيطرة على أعمال الشغب ويعرف المشاغب من المكان الذي يجلس فيه؛ وبالتالي تسهل عملية معاقبة المخطئين، أما لدينا فلأن كل ذلك لم يكن موجوداً اتخذت العقوبة الأسهل وعوقب الفريقان بمبلغ بخس، وترك مقتحمو الملاعب ليشاهد الجميع أحدهم في شاشات التلفاز يحضر المباراة التالية. ** لماذا سمح بانطلاق المباراة والمؤشرات كانت تنذر بالخطر قبل البداية بساعتين حينما ملأت الجماهير أرضية الملعب، وكيف تعاقب الأندية على تصرفات جماهير كان بالإمكان تلافيها لو أن الاتحاد السعودي وقبله الرئاسة العامة لرعاية الشباب اتخذا تدابيرهما اللازمة وجهزا ملاعب تحتوي طاقتها الاستيعابية الحضور المتوقع .. باختصار فشل الاتحاد السعودي لا يجب أن تعاقب عليه الأندية. ** هل العقوبة التي أعلنت تتناسب والأحداث التي جرت وحجم الإساءة التي لحقت بالكرة السعودية بسببها، وماذا لو لم يصرح كميخ والحبيش وفضلا الجلوس مع الجماهير واستبدلا تلفظهما برمي الحجارة على حكمي مباراتيهما هل سيعاقبان أم تظهر براءتهما كما ظهرت براءة مقتحمي مباراة الشعلة والهلال وإن عوقبا فهل سيغرمان بمبلغ 75000 ريال أم سيغرمان بثلاثين ألف ريال؟