أعلن وزير الإعلام في جنوب السودان أن الحكومة تمكنت أمس من السيطرة على الأمور في مدينة بيبور المضطربة، بعد الاشتباكات العرقية العنيفة التي شهدتها مطلع هذا الأسبوع. وأرسلت الأممالمتحدة مئات من أفراد حفظ السلام إلى المنطقة خلال الأيام الماضية، فيما توافد 1500 جندي من قوات الحكومة إلى بيبور في ولاية جونقلي أمس الأول. وقال الوزير بارنابا بنيامين في مقابلة مع قناة الجزيرة الإخبارية إن "مدينة بيبور صارت تحت سيطرة الحكومة تماما، ولم يسقط ضحايا حتى الآن". وأضاف الوزير أن "الحكومة اتخذت خطوات جادة لحماية المواطنين في ولاية جونقلي". وأكدت الأممالمتحدة أن حكومة جنوب السودان استعادت السيطرة على المنطقة بعدما انطلق آلاف الشباب المدججين بالسلاح الذين يطلقون على أنفسهم "الجيش الأبيض لشبيبة نوير (إحدى القبائل الكبرى في المنطقة) "للاغارة على مدينة بيبور وهم عازمون على ملاحقة قبيلة "مورلي" المنافسة التي يتهمونها بسرقة ماشيتهم. وتتهم نوير أيضا مورلي بارتكاب هجمات قاتلة وجرائم خطف، وتسعى للانتقام. وأصدرت جماعة "الجيش الأبيض لشبيبة نوير" بيانا في 26 ديسمبر تتعهد فيه ب"محو قبيلة مورلي بالكامل.. كحل وحيد لضمان توفر الأمن لفترة طويلة لماشية قبيلة نوير". وقال سكان مدينة بيبور إنها تضررت بشدة جراء الهجوم، وذكروا أن مدنيين لقوا حتفهم. وفر الكثيرون من السكان من البلدة. ونقلت صحيفة "سودان تريبيون" عن جوشوا كوني المسئول بمنطقة بيبور القول إنه "لم يتبق أي شيء. لقد انتهى كل شيء واشتعلت النيران في مدينة بيبور بالكامل". وأضاف كوني "المدينة تحترق ويرقد الكثيرون - وأغلبهم أطفال أبرياء ونساء - قتلى أمامي". وطلب مسئولو المنطقة مساعدات إنسانية لتفادي وقوع أزمة. وحسب تقديرات الأممالمتحدة، أودى العنف القبلي الداخلي بحياة أكثر من ألف شخص خلال الشهور الماضية.