إذا كان عام 2010 يعد عاماً "فيسبوكياً" على صعيد التواصل الإلكتروني بين الأوساط السعودية، فإننا يمكن أن نصف عام 2011 بأنه عام "تويتري" بكل جدارة؛ فإلى جانب دخول فيض من نجوم المجتمع السعودي إلى الموقع العالمي (تويتر)؛ شهد الموقع هذا العام "تغريدات" لشخصيات سعودية في مختلف المجالات؛ لم يكن الجمهور يعرفهم إلا من خلال وسائل الإعلام التقليدية؛ مستثمرين هذا الموقع؛ للإدلاء بآرائهم والتصريح المباشر دون اللجوء لوسائل الإعلام التي بدأت تنشر أخباراً نقلاً عن هذه الشخصية أو تلك. الأمر الذي يطرح تساؤلاً حول القيمة الخبرية للأخبار "التويترية" التي تنقل للصحافة "ذابلة" بعد أن قرأها عشرات الآلاف فور نشرها وهو ما دأبت على تتبعه بعض الصحف المحلية على وجه الخصوص. ولأن موقع "تويتر" يعد أيضاً، حلبة فكرية واجتماعية لنقاش قد يكون طاحناً بعض الأوقات؛ فإن كثيراً من الشخصيات الاجتماعية، استطاعت التأقلم على الموقع وجمهوره الحاضر للرد المباشر على كل ما يتفوه به هذا المسؤول أو ذلك الكاتب أو الفنان. وكما نعلم فإن الاتصال أصبح مباشراً، دون وسيط إعلامي (قناة أو صحيفة) وهو ما أدى إلى تفجر كثير من التصريحات "التويترية" التي وجدت أصداء جماهيرية اجتازت عالم "تويتر" الإلكتروني. الأمر الآخر بالنسبة لحضور وتواجد "نجوم المجتمع" وانتقالهم من الإعلام الكلاسيكي إلى شبكات الاتصال الإلكتروني المباشر؛ يتمثل فيما يمكن أن نسميه بسقوط وإسقاط الهالة الوهمية عن هذه الشخصيات؛ وهي هالة تكفل الإعلام الكلاسيكي لسنوات بصناعتها وضخها بقصد أو غير قصد، ففي "تويتر" لا مكان للهفوات، إذ إن ما يبوح به "اللاوعي" مراقب من الرأي العام قبل ما ينطق به وعي "المغرد" وكل هفوة أو زلة لسان، تسجل ويتم تداولها في نطاق واسع وهو ما حدث مع شخصيات دينية ورياضية وثقافية وأخرى. فلا مكان لخلق هالة "أسطورية" حول المتصل المغرد، والنجومية ليست حصراً على نجوم الإعلام التقليدي عندما يأتون للتعليق على موقع "تويتر"، إذ ان هذا الموقع وغيره، خلق ضمن معادلاته الاتصالية، نجوماً من الهامش، قد يكون هذا الموقع أول من أعلن عن شخصيتهم وفكرهم الجديد، كما نلاحظ مع كثير من شباب وشابات المجتمع السعودي والذين أظهرت النقاشات الجادة، قدرة ومستوى عاليا من المعرفة والثقافة لدى هؤلاء الذين، ربما لم يجدوا قناة للتعبير عن ذواتهم وشخصياتهم، مثلما تتيح لهم هذه الوسائل الالكترونية الآخذة بالتزايد. بقي أن نشير إلى أن لمثل هذه المواقع فائدة كبيرة في التواصل بين مختلف الرؤى الفكرية والثقافية في المجتمع السعودي؛ والاطلاع على كل ما هو جديد ومفيد؛ فضلاً عن أن مثل هذه المواقع جاءت في الأساس لتكون الصوت الحر للفرد في زمن الاحتكارات الإعلامية الكبرى.