ربما يكون السؤال الذي تطرحه جماهير الهلال مع بداية العام الجديد 2012 من يحرر (بطل الدوري والكأس) من فوضويته وهوانه وغياب شخصيته المعروفة؟ ويعيد له صورة البطل الذي يخشاه الخصم، ولايخاف المنافسين، مدرب ضعيف ولاعبون (كسالا) واداء يعكس ضياع الهوية الزرقاء منذ بداية الموسم، في الشوط الواحد يلعب بأكثر من طريقة، اصبح مثل اجواء الرياض، في اليوم الواحد تحضر الفصول الاربعة، لاتدري من يقود الفريق فنيا دول ام اللاعبون ام سامي الجابر ام مدرب آخر خارج المستطيل الاخضر؟ تقدم هجر وكان جديرا بزيادة نسبة التسجيل وعادله الهلال ثم تقدم الاخير وفاز باداء واسلوب لاينم عن حضور مقنع للفريق الازرق، دفاع مهزوز وعناصر تلعب وكأنها تفكر خارج الملعب وليس اثناء المباراة، ووسط ينتظر انقطاع الكرة من الخصم حتى يبني الهجمات وليس صاحب مبادرة، وهجوم لايستطع رؤية المرمى جيدا الا من خلال محاولات واجتهادات تقتل المتعة والاثارة وتكشف المزيد من الفوضى. اذا كانت معاناة الهلال في المدرب الالماني توماس دول فتلك مصيبة كبرى اما اذا كانت العلة في اللاعبين المحليين والاجانب فالمصيبة اعظم. الغريب ان الادارة بقت تتفرج على ما يحدث من فوضى وكأنها عاجزة عن الاصلاح وايقاف نزيف تراجع الاداء، وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه حصاد المباريات الماضية اذا استمر الفريق بصورته الحالية واهتزاز شخصيته، فالفريق مهلهل والروح غائبة واللاعبون لايغرون انصاره بالحضور، وكثيرا ما يكون الخصم هو صاحب المبادرة حتى لو كان صاحب امكانيات اقل. ومما يزيد الطين بلة ان اللاعب الهلالي يحتاج الى لت وعجن ولف ودوران حتى يشاهد زميله ويوصل له الكرة بعد جهد جهيد دون اي تنظيم او منهجية تبين للمتابع ان الفريق يلعب كرة قدم منظمة تتوفر فيها الخطة والجدية والمتعة وفرض الاسلوب على الخصم منذ البداية. الكاميروني ايمانا اصبح قضية القضايا منذ قدومه، لاندري من الذي يختلق مشكلته مع الاخر، الالماني ام الكاميروني، دون مراعاة ان لذلك عواقب وخيمة على استقرار الفريق وتصاعد المستوى، ومن الافضل للادارة ان تحدد موقفها من ايمانا والمدرب وهل هما مستمران كلاهما ام أحدهما ام الاثنان سيرحلان، اما الفرجة فالمتضرر منها الفريق وستضيع المكتسبات التي حققها بالنتيجة وليس المستوى وسيفقد قدرته بالحفاظ على ألقابه. ليس عيبا ان تعترف الادارة بالاخطاء والفوضى التي تحدث الآن وتبدأ من جديد بإصلاحها من خلال تقييم منطقي لحال الفريق في المباريات الماضية، وأن تكشف عن العلة ،أما الاعذار بالعجز المالي وعدم الوصول الى التعاقد مع مدرب كفء فالفريق سيدفع ثمنه غاليا والضحية تلك الجماهير التي لاتلام لو قاطعت المباريات واكتفت بالمشاهدة عبر التلفاز، والفوز على هجر 3-1 لايعني ان الهلال في كامل عافيته انما لان الاجتهادات حضرت وكان لاشراك الفريدي دور في هذا الانتصار الذي ربما لايتحقق مستقبلا لأن اخطاء الخصم ربما لاتتكرر ما لم يكن الفريق الازرق في كامل عافيته. وللتدليل على الفوضى الهلالية الادارية والفنية مستوى الفريق الذي بدأ امام هجر خصوصا في الشوط الاول منكسرا ويعاني بدنيا ونفسيا وكأنه خسر لتوه لقاء نهائيا فيما كان في مواجهته السابقة اقرب الى الفوز وتعادل معه الاتحاد، وبدأت اولى المعطيات السلبية من خلال الهدف الذي ولج مرمى حسن العتيبي والذي يعتبر من اغرب الاهداف التي سجلت في الهلال، إذ شهد سيناريو هذا الهدف ارتباكا لخط الدفاع خصوصا الثنائي اسامة هوساوي وماجد المرشدي.