تتوالى الأيام تباعاً ونقف معها في محطات بداخلها بعض من المتناقضات (المنغصة) التي تجعلنا نعيش في حيرة من أمرنا بل من واقعنا المحير للعقل والبعيد عن المنطق المعقول في التعامل مع الامكانات المتوفرة التي يجدها كل إداري منتمٍ لأي كيان رياضي في مملكتنا الكبيرة والعظيمة بل مكوناتها في مختلف المجالات. إلا أن الشأن الرياضي الذي يشغل بال كل محب للرياضة عندما يقف على حقيقة ذلك الصرف الباهظ والمهول من أين يأتي وهل سوف يستمر أم أنها مرحلة زمنية ويتوقف الداعم والفاعل عن المد الإعاني بعدها تتساقط الأسقف ثم يسقط البناء.. خوفي أننا نسير بدون دراسة وتعامل واقعي مع المعطيات الحقيقية المتاحة والثابتة والبعيدة عن الهبات الطائشة المليئة بالمزاج (الرائق) والقابل للتغير المفاجئ بحسب وجود التوليفة الإدارية التي تروق لمزاج الفاعل الحقيقي المؤقت والبعيد عن الدوام والثبات الذي معه يطمئن الإداري في مسيرته طبقاً (لاستراتيجية) المصطنعة والهشة والتي لا يمكن بها ومعها أن تدوم مسيرة التعامل مع تلك العقود التي تحتاج إلى شيك متحرك سيما أن ليس هناك مردود مالي في الممارسة العامة لكرة القدم في البلدان العربية جميعها. الآن لا بد من التوقف ودراسة حالتنا المؤلمة التي يتجاهلها أصحاب القرار حتى وصل الأمر بعطاء اللاعب لناديه أكثر من شأن المنتخب وهذا ما صرح به المدير الفني (ريكاردو) وشأن حال بعض النجوم قوله: اغتنم الحاضر فالمستقبل غامض وهذه حقيقة شاهدناها في العطاء الميداني في التمثيل المختلف اقليمياً وقارياً. في بطولة الخليج الذي أقيمت في العراق وأثناء لقائنا مع العراق كان الدم ينزف بغزارة من القائد الفذ عبدالرزاق أبو داوود وبكل وطنية رفض قرار الطبيب وأصر على الاستمرار حتى نهاية المباراة، شكراً لهذا الأنموذج الوطني المخلص والصادق وعسى أن نجد أمثاله في هذا الزمن. خذوا من هذا عبرة أيها الجدد وكونوا للبلد خير ممثل قبل النادي.. الله المستعان.. ومعذرة. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم