تسابق (اسرائيل) الزمن في مسعاها لحسم مستقبل مدينة القدس، بالاعلان عن المزيد من المخططات التهويدية والاستيطانية، وآخرها مشروع سياحي كبير في بلدة سلوان على تخوم البلدة القديمة من الجهة الجنوبية. فتحت عنوان "المشروع الذي يهدد باشعال القدس"، اوردت صحيفة "معاريف" أمس ان جمعية "العاد" الاستيطانية تقف خلف مشروع سياحي كبير في سفوح البلدة القديمة من القدس، حيث من المتوقع ان تقره اللجنة المحلية في بلدية الاحتلال في القدس عند مناقشته اليوم الاربعاء تمهيدا لرفع الخطة للايداع لغرض الاستماع الى الاعتراضات. واشارت "معاريف" الى ان الخطة تتضمن مشروعين سياحيين في حي سلوان العربي، ستقام في اطارهما مراكز أثرية لصالح زوار البلدة القديمة. وتبلغ مساحة المشروع أكثر من 5400 متر مربع. وتتضمن الخطة اقامة طابق آثار تعرض فيه مكتشفات ظهرت حول الأسوار، ونصب تذكاري، وقاعة مؤتمرات وممرين تحت ارضيين. واحد يمر تحت طريق مستعمرة "معاليه هشالوم"، باتجاه الشارع "الهيروديوني" في منطقة "قوس روبنسون" ومن ثم نحو الحائط الغربي – حائط البراق. والممر الثاني يمر من الجنوب الشرقي، عبر طلعة "مدينة داود"، ويرتبط بمنطقة الحفريات التي ظهرت فيها مكتشفات أثرية من عصر الهيكل الاول"، على حد زعم الصحيفة الاسرائيلية. وقالت أن هناك مشروعاً آخر، أصغر، هو أيضاً من شأنه ان يشعل المواجهات، ألا وهو الخطة لمركز سياحي في نبع "جيحون" او "بيت النبع". حيث تسعى اللجنة المحلية الى اقامة مركز زوار في مدينة داود وسط سلوان، وبرك تحت أرضية ومغاطس، في ظل تسوية الحفريات الاثرية وتسوية المباني القائمة فوق الارض. وتقع هذه الخطة على مساحة أكثر من 3 الاف متر مربع. من ناحيتها، كشفت لجنة الدفاع عن سلوان النقاب عن نية سلطات الاحتلال بالتنسيق مع جمعيات استيطانية يهودية تنفيذ عدة مشاريع ضخمة في البلدة، خاصة في المنطقة القريبة من سور المسجد الأقصى المبارك الجنوبي هدفها تزوير تاريخ وتراث المنطقة. وقال عضو اللجنة فخري أبو دياب إن الاحتلال انتقل الآن من مرحلة السيطرة على عقارات وضمها إليه وتحويلها لبؤر استيطانية إلى مرحلة بناء تاريخ مزعوم عبر إنشاء منشآت تخدم رواية مزعومة حول تاريخٍ يهودي في المنطقة، مؤكداً أن الهدف الحقيقي من كل ذلك هو استهداف المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به وفي مقدمتها بلدة سلوان. من جهة اخرى، أقرت سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الكبير التاريخي مسجد العين وروضة الطفل المسلم المجاورة، ومحال تجارية في الشارع الرئيسي بحي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك إلى إشعار آخر. وبررت سلطات الاحتلال أمر الاغلاق "بالحرص على السلامة العامة وخشية حدوث انهيارات أرضية أخرى بعد الانهيار الذي وقع أمس قرب المسجد والمنطقة المشار إليها".