ضربت إسرائيل عرض الحائط بالاحتجاجات الفلسطينية والدولية على مشروعها الاستيطاني الجديد في قلب حي سلوان المقدسي شرق المسجد الاقصى وفي محيط أسوار البلدة القديمة في القدس، والذي يحمل اسم «المشروع السياحي» الضخم، إذ أقرت «اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء» التابعة لوزارة الداخلية أمس المشروع الذي بادرت إليه جمعية «العاد» الاستيطانية المتطرفة التي تكرس عملها لتهويد المدينةالمحتلة. ويشمل المشروع إقامة «بيت النبع» على مساحة 3000 متر مربع مصادرة في الحي، ويتضمن متحفاً تلمودياً، ومركزاً للزائرين، وبرك مياه تحت الأرض للمتدينين، وموقفاً كبيراً للسيارات لخدمة زائري «حائط المبكى» (البراق). واعتبر ممثل البلدية الإسرائيلية للقدس في لجنة التنظيم يئير غباي مشاركته في إقرار المشروع في هذا الوقت بالذات «شرفاً عظيماً لي» بداعي أن المشروع يعد استكمالاً للمشروع الأكبر القاضي بتطوير «مدينة داود، مركز انطلاق التاريخ اليهودي في القدس ... فضلاً عن أنه يؤكد سيطرتنا على شرق المدينة». من جهتها، اعتبرت أوساط يسارية يهودية المشروع «استمراراً لسياسة فرض الأمر الواقع في القدسالمحتلة، ما من شأنه أن يشكل عقبة أخرى نحو التسوية مع الفلسطينيين». وقال رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في البلدة فخري أبو دياب إن محامين كشفوا للجنة عن اجتماع عقدته لجنة التخطيط والبناء في البلدية الاسرائيلية للقدس أمس في مقر «جمعية العاد» الاستيطانية الواقع في قلب سلوان لاقرار مشروع الجمعية إقامة متحف تلمودي على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع من أراضي البلدة. وأضاف ان بناء المتحف يأتي ضمن خطة إسرائيلية لتهويد المدينة التي تقول جهات يمينية إسرائيلية انها مقامة على أنقاض ما يسمى «مدينة داود». وأوضح ان «جمعية العاد» الاستيطانية تخطط لإقامة هذا المتحف المخصص للتاريخ العبري في سلوان بهدف مسح أدمغة السياح واليهود عبر تقديم رؤية عبرية لتاريخ البلدة، مخالفة للواقع، ضمن مساعيها الرامية الى تهويدها. وقال إن الجمعية المذكورة أقامت 56 بؤرة استيطانية في المدينة، هي عبارة عن بيوت ومبان وقطع أراض، مشيراً الى أن 85 في المئة من هذه العقارات جرت مصادرتها من السلطات عبر قانون «أملاك الغائبين» الذي يتيح لها مصادرة أي عقار يعود لأي فلسطيني يجري تهجيره من المدينة. وأضاف ان الجمعية المذكورة أعدت مشروع المتحف منذ زمن، وأنها شرعت في الاجراءات العملية لاقامته على الارض منذ أيام، وأن اجتماع لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس أمس في مقر الجمعية كان اجتماعاً شكلياً لاقرار المشروع. وتزامن الكشف عن خطة إنشاء المتحف مع مصادقة المحكمة المركزية الاسرائيلية على قرار البلدية هدم 29 بيتاً من بيوت سلوان. والبيوت ال29 هي الدفعة الاولى من 88 بيتاً أقرت السلطات الاسرائيلية إزالتها قبل ثلاث سنوات بطلب من الجمعية الاستيطانية المذكورة لإنشاء حديقة عامة مكانها تحمل اسم «حديقة داود». ويعيش في الحي المذكور 1500 مواطن فلسطيني باتوا مهددين بالتهجير في حال هدمه. وتقع بلدة سلوان بمحاذاة المسجد الأقصى من ناحيتي الشرق والجنوب، ويبلغ عدد سكانها 50 الفاً. واعتبرت «مؤسسة الأقصى» إقامة المتحف المذكور الواقع قبالة الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، على بعد أمتار عن باب المغاربة، جزءاً من مخطط إسرائيلي لتهويد القدس. وأشارت الى صدور قرار قبل أيام يحمل الرقم 4654، ويقضي ببناء مواقع تحمل «البعد والجذب التوراتي» في القدس. وقالت المؤسسة ان الحكومة الاسرائيلية رصدت مبلغ مليوني شيكل للتخطيط الأوّلي لمثل هذه المشاريع. وقالت ان «المخطط يرمي الى تطويق المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية والغربية بسبعة أبنية تهويدية ضخمة «ستشكل مرافق الهيكل المزعوم، ومراكز لنشر الرواية التلمودية المزعومة للقدس المحتلة».