كشفت سلطة الآثار الاسرائيلية الليلة قبل الماضية عن قيامها خلال الفترة الماضية بحفريات على مقربة من المسجد الاقصى المبارك، الامر الذي تتخوف (اسرائيل) من ان يؤدي الى موجة غضب في اوساط الفلسطينيين والمسلمين بشكل عام. وزعمت سلطة الاثار الاسرائيلية ان هذه الحفريات، ليست سوى عملية "تنظيف لقناة تصريف القدس منذ عهد البيت الثاني في نطاق مدينة داود وفي الحديقة الوطنية المحيطة بأسوار القدس المجاورة للحرم القدسي". واشارت الى ان هذه القناة تقع تحت الشارع المركزي المبلط والمتدرج الذي يقطع مدينة القدس، بجوار الحائط الغربي في الشمال، وحتى عين سلوان (بركة هشلوح)، في "مدينة داود"- حسب التسمية التلمودية- في الجنوب. وقد أجرى الحفريات بتكليف من سلطة الاثار البروفيسور روني رايخ وايلي شوكرون. ووفق المصادر فان "قناة صرف القدس من عهد البيت الثاني" انكشفت بكامل طولها، مع استكمال تنظيف القناة. التي يصل طولها الى 600 متر، تمتد من منطقة الحرم، في منطقة الحوض الاثري قرب قوس روبنزون نزولا تحت أسوار البلدة القديمة شرقي باب الدباغة (القمامة)، وصولا الى عين سلوان. وذكرت صحيفة "معاريف" ان سلطة الاثار تعنى منذ نحو سبع سنوات بتنظيف كميات هائلة من التراب تجمعت داخل قناة الصرف التي لا تمر تحت نطاق الحرم بل غربه، قرب المنطقة تحت الحائط الغربي". ووفق الصحيفة فان مقطعين من قناة الصرف كانا معروفين: القاطع الشمالي، الذي اكتشف تحت الشارع المبلط قرب قوس "روبنزون" في الحديقة الاثرية، وقاطع جنوبي، اكتشف قرب عين سلوان في الطرف الجنوبي من "مدينة داود"، والذي افتتح رسميا امام اليهود قبل نحو سنتين". من جانبها، تتحسب شرطة الاحتلال من ان يؤدي الكشف عن هذا النفق الى موجة من الاضطرابات في القدس، واعلنت نيتها تعزيز انتشارها بالمنطقة. ونقل عن مصدر كبير في شرطة الاحتلال زعمه بان هناك محافل في السلطة الفلسطينية قد تسعى الى استغلال القضية لتهييج المنطقة لابعاد الانظار عما اعتبر تنازلات في المفاوضات مع اسرائيل حول مستقبل القدس". من جانبه، حذر الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، من خطورة شق نفق جديد يربط بلدة سلوان بالمنطقة المحاذية للحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك. وقال: "إن الذرائع التي تسوقها دولة الاحتلال، ما هي الا غطاء للمخططات الاحتلالية المنظمة والمبيتة ضد القدس والمقدسات الإسلامية، تحت مسميات وذرائع واهية تهدف من خلالها إلى فرض سياسة الأمر الواقع، وبالتالي تهويد المدينة المقدسة وعبرنتها". وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية عن عواقب هذه الأفعال، وناشد العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من طمس لهوية مدينة القدس وتشريد أبنائها. كما طالب المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، الذي ستعقده جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية الدوحة مطلع الأسبوع القادم باتخاذ القرارات المناسبة لدرء الأخطار عن مدينة القدس ومقدساتها التي تتعرض لأشرس حملة تهويد.