أحبت «رهام» منذ المرحلة الابتدائية «الفن التشكيلي»، وأخذت تطوره بالرسم والإطلاع على تجارب اللوحات التشكيلية، ولم تصل إلى المرحلة المتوسطة حتى كانت «فنانة مميزة»، ترسم بشكل مختلف، بل ومؤهلة لأن تتخصص، فيما بقيت في كل لحظة تطور من إمكاناتها، ولكنها حينما وصلت إلى الصف أول ثانوي واجهت تكدس المواد العلمية بالأدبية، وأخذت تغرق في بحر المعلومات والمواد المتزاحمة، وهي تهدف إلى أن تتخصص في غيرها، وبين إشكالية النجاح والرسوب، وعلى الرغم من محاولتها للاستذكار، إلاّ أنها رسبت في أول ثانوي لثلاث أعوام متتالية، حتى قررت أسرتها أن يلحقوها بمدرسة أهلية حتى تتمكن من النجاح، ثم يلحقونها بمعاهد متخصصة في الفن التشكيلي لتحقق أمنيتها، متسائلة: ما فائدة تكدس المواد الكثيرة العلمية والأدبية بهذا الشكل في أولى ثانوي؟. طلاب آخرون يعانون نفس المشكلة، وخصوصاً عند وصولهم إلى الصف الأول ثانوي، متسائلين: لماذا لا نعطى فرصة تحديد هويتنا العلمية من خلال التخصص قبل المرحلة الثانوية؟، وهل أسلوب التكدس الكبير للمواد العلمية والأدبية هو الحل في تعرف الطالب إلى قدراته، ليستطيع أن يحدد تخصصه الذي سيرسم حياته العلمية والعملية؟، ولماذا يعرض الطالب للرسوب في مادة الكيمياء أو الفيزياء وفي نهاية المطاف سيتخصص في المواد الأدبية؟، وما حكاية صعوبة أولى ثانوي - تحديداً -، بعد أن تحولت إلى شبح للطلاب في الاجتياز؟.