امتازت لقاءات (كلاسيكو) الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد طوال السنوات الماضية باختلاف الظروف التي تقام فيها، والتقارب الفني الواضح بين المتنافسيْن الكبيرين. الليلة سيلتقي الفريقان وسط ظروف متشابهة على صعيد المستويات الفنية التي قدماها في الدوري حتى الآن، فالهلال وإن امتلك الأفضلية في منافسته مع الشباب على مركز الصدارة فهو لم يظهر بما ينتظره أنصاره عطفاً على التحركات والانتدابات القوية للفريق في سوق الانتقالات الصيفية، في حين عانى الاتحاد كعادته في المواسم الثلاثة الأخيرة في الدوري، بفعل تراجع عطاءات الفريق ومزاجية لاعبيه والمشاكل الإدارية العديدة. وسيرسم نزال الليلة المرتقب الكثير من ملامح قدرة الفريقين على المنافسة، إذ سيكون الفوز وحده وسيلة الهلال لاعتلاء صدارة الدوري الذي يدافع عن لقبه منذ موسمين، وانتزاعها من الشباب الذي قدم نفسه كمنافس واسم مؤثر في الدوري السعودي، وسيكتب الفوز الهلال أيضاً السطور الأولى من نهاية الحلم الاتحادي في استعادة اللقب الغائب عن خزانته منذ بطولة دوري 2008 وهو ما سيعيه لاعبو الاتحاد جيداً حين ينزلون إلى أرض المواجهة، إذ إن خروج الفريق خاسراً سيعني أن المشاكل ستتفاقم في الفريق. ويظل تواجد المدربيْن الألماني توماس دول في الهلال والسلوفيني ماتياس كيك على رأس المتواجدين في بنكي الاحتياط، يظل السمة الأبرز في هذا النزال، إذ تحمل نقاط المباراة أهمية بالغة لكلا المدربين. كيك ويدرك الألماني توماس دول المولود في التاسع من أبريل من العام 1966، أن خسارته في هذا اللقاء بمثابة تأشيرة الخروج النهائي من مقر الهلال والعودة إلى موطنه، فهو وإن اعتُبر من أفضل الأسماء التدريبية الصاعدة في بلاده لم يقدم حتى الآن ما يشفع له ليكون اسماً ذا شعبية كبيرة في مدرجات ناديه على غرار مدربين كثر كالبلجيكي اريك غيريتس والبرازيلي كاندينو والروماني يورادنيسكو وغيرهم ممن ساهموا في وصول عدد بطولات (الزعيم) إلى الرقم 52 منفرداً بصدارة ترتيب الفرق السعودية الأكثر إحرازاً للبطولات. وعلى الرغم من الجرعة المعنوية التي قدمها رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد لمدرب فريقه نهاية الأسبوع الماضي حين ذكر أن "قرار استبعاد توماس دول غير وارد على الأقل خلال هذه الفترة باعتبار عدم وجود البديل الأفضل"، إلا أن دول يدرك أن هذا التصريح لن يكون له أثر إن لم يقدم الفريق نفسه بصورة ترضي عشاقه، خصوصاً وأن اللقاء يقام في الرياض حيث معقل (نادي القرن)، وهو ما يعطي أفضلية نفسية للفريق وطاقمه التدريبي. ويلوح توماس بورقة العرض الذي قدمته له إدارة هامبورغ الألماني، وهو النادي الذي انطلق منه إلى عالم التدريب للمرة الأولى في العام 2004 وينقذ الفريق من الهبوط، ليعود في العام التالي ويقود الفريق للمركز الثالث والوصول إلى دوري أبطال أوروبا، ما مكنه من الحصول على لقب أفضل مدرب بحسب اسفتاءات صحافية، قبل أن يفشل في محطتي بروسيا دورتموند الألماني في موسم 2008 وجنشلر بيرليجي البلجيكي في موسم 2009. أمام ذلك، يطمح السلوفيني ماتياس كيك لتسجيل بداية مميزة وخطف قلوب مدرجات فريقه وهو ينتصر على أشرس منافسيهم. ولا يملك كيك سيرة ذاتية كبيرة على غرار مدربين كثر أشرفوا في سنوات مضت على (العميد) باستثناء وصول منتخب بلاده إلى مونديال كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وهو ما وصف بالإنجاز الكبير، قبل أن يواجه سيلاً من الانتقادات الحادة بعد فشله في قيادة منتخب بلاده إلى نهائيات أمام أوروبا 2012 ليتسلم خطاب الإقالة من اتحاد بلاده في أكتوبر الماضي. ورغم أن كيك وُجد على مقاعد البدلاء في مواجهة فريقه الجديد الأخيرة أمام الرائد في دور ال16 من كأس ولي العهد والتي كسبها الاتحاد برباعية نظيفة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً ليتعرف بشكل أكبر على إمكانات أفراد فريقه.