أنهى نادي الشباب سيطرة الهلال والإتحاد على لقب الدوري السعودي في السنوات الخمس الأخيرة ليحصد لقبه السادس بتاريخه بعد موسم طويل وشاق لم يتحدد فيه البطل سوى في المرحلة الأخيرة من الدوري. وبينما احتل الشباب الصدارة، كان الأهلي منافساً حقيقياً وأنهى الموسم في المركز الثاني متقدماً على حامل اللقب في الموسمين الماضيين الهلال والذي اكتفى بالمركز الثالث بينما احتل عملاق مدينة جدّة الآخر الإتحاد المركز الخامس في أحد المواسم المخيبة بالنسبة له. موقع FIFA.com يقدّم لكم عرضاً تفصيلياً لأبرز أحداث الدوري السعودي لهذا الموسم ويلقي نظرة سريعة على أبرز ما جاء فيه هذا الموسم بالإضافة إلى المنافسة التي لم تُحسم حتى نهاية البطولة. بطل جديد استحق الشباب التتويج باللقب بقيادة مدربه البلجيكي ميشيل برودوم الذي تعاقد معه النادي بداية الموسم خلفاً للمدرب الأرجنتيني إينزو تروسيرو حيث حقق الليث الأبيض الفوز في 19 مباراة وتعادل في 7 مباريات، اثنتان منها أمام الوصيف الأهلي ذهاباً وإياباً. وأنهى الشباب مشواره في الدوري بعدما حافظ على سجله خالياً من الخسارة في الدوري خلال 26 مباراة من عمر المسابقة ليكرر الإنجاز الذي حققه كل من الهلال والإتفاق سابقاً بعد أن فازا بلقب الدوري من دون أي خسارة. ويدين الشباب في التتويج باللقب إلى الثلاثي البرازيلي جيرالد ويندل وفرناندو مينيجازو ومارسيلو تافاريس إلى جانب أفضل لاعب في آسيا لعام 2011 الأوزبكي سيرفر دجيباروف والمهاجم السعودي ناصر الشمراني ولاعب الوسط المتألق أحمد عطيف والحارس وليد عبدالله. ونجح البلجيكي برودوم في الإستقرار على تشكيلة كانت هي الأقوى دفاعياً من بين أندية الدوري حيث لم يدخل مرمى الفريق سوى 16 هدفاً بينما كان الهجوم أيضاً مميزاً بتسجيله 50 هدفاً ليحتل المركز الثالث بعد الأهلي والهلال على صعيد أفضل خط هجوم هذا الموسم. الحصان الأسود لعب الأهلي دور الحصان الأسود هذا الموسم حيث قدّم عروضاً قوية ولعل حقيقة أنه كان الفريق الوحيد الذي لم يفز عليه البطل الشباب أكبر دليل على قوته الضاربة هذا الموسم حيث احتل المركز الثاني بفارق نقطتين فقط خلف عملاق العاصمة. وربما كان الأهلي سيكون البطل لو لم يتعثّر في مباراة الديربي مع غريمه التقليدي في مدينة جدة الإتحاد والذي فاز في المواجهة الأخيرة بين الفريقين في مارس/آذار الماضي وهي الخسارة التي كلّفت الأهلي نظرياً اللقب حيث أنه كان سيكون المتوّج على عرش البطولة لو فاز بهذه المباراة. ولكن مكاسب الأهلي كانت كبيرة بغض النظر عن اللقب حيث نجح الفريق في استعادة الروح القتالية الكبيرة والأداء المميز كما أنه ينافس حالياً وبقوة في دوري أبطال آسيا وقد ضمن أيضاً المشاركة في البطولة الآسيوية الموسم المقبل. ولعب المدرب التشيكي كارل ياروليم دوراً مهماً في تقديم الأهلي لعروضه المميزة هذا الموسم بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الذين قدّموا مستويات مميزة بما فيهم الثنائي البرازيلي فيكتور سيمويس ومارسيلو كاماتشو والعماني عماد الحوسني ولاعب الوسط المميز السعودي تيسير الجاسم. خيبة أمل للكبار كانت خيبة الأمل الكبرى هذا الموسم لكل من حامل اللقب الهلال وعملاق مدينة جدة وبطل دوري أبطال آسيا مرتين نادي الإتحاد حيث فشل كلا الفريقين في المنافسة بشكل فعلي على اللقب وهو ما ظهر جلياً في التغييرات التي حصلت على الصعيد الفني في كلا الناديين. بدأ الهلال الموسم بقيادة المدرب الألماني توماس دول الذي أقيل من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي ليستلم مكانه بشكل مؤقت النجم الهلالي السابق سامي الجابر قبل أن يتم تعيين التشيكي إيفان هاسيك مدرباً للزعيم الذي لم يكن جمهوره مقتنعاً بالموسم الذي قدّمه. فالهلال أنهى الموسم في المركز الثالث بعدما حصد 60 نقطة إثر فوزه في 18 مباراة وتعادله في ست مباريات وخسر مباراتين كانتا أمام البطل والوصيف ولم يقدّم الهلال الأداء المميز الذي قدّمه في السنوات السابقة كما أنه لم يتألق حتى الآن في دوري أبطال آسيا. في المقابل، كانت التغييرات الفنية أكبر لدى نادي الإتحاد الذي أقال المدرب ديميتري دافيدوفيتش في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليحل مكانه المحلي عبدالله غراب قبل أن يستلم السلوفيني ماتياس كيك تدريب الفريق ولكنه أقيل بعد شهرين فقط إثر النتائج السلبية التي حققها مع الفريق. وجاء قدوم المدرب الأسباني راؤول كانيدا إلى الفريق متأخراً حيث حقق مع النمور نتائج مميزة خصوصاً في دوري أبطال آسيا كما لعب دوراً مهماً في تحديد هوية البطل خصوصاً بعد فوزه على غريمه التقليدي في المدينة نادي الأهلي. أبرز النجوم لعب ناصر الشمراني دوراً كبيراً في تتويج الشباب باللقب بعدما فاز بلقب الهدّاف للموسم الرابع على التوالي حيث أنهى الدوري على قمة ترتيب الهدافين بإحدى وعشرين هدفاً متساوياً مع مهاجم الأهلي البرازيلي فيكتور سيمويس والذي شكّل مع العماني عماد الحوسني ثنائياً خطيراً بنادي الأهلي. واستقطب عدد من اللاعبين الأضواء أيضاً هذا الموسم مثل مهاجم النصر محمد السهلاوي وزميله الجزائري في الفريق حاج بوقاش كما لفت المغربي يوسف العربي الأنظار مع الهلال الذي استعاد لاعب وسطه السويدي كريستيان ويلهامسون من نادي الأهلي القطري. الرقم 30 – هو عدد المباريات التي لم يخسر فيها نادي الشباب بالدوري السعودي حتى الآن حيث خاض 26 مباراة هذا الموسم بدون أي خسارة ليضيفها إلى 4 مباريات في ختام الموسم الماضي.