تحدثت أم عن كيف أنها تمكنت أخيراً من العثور على طفليها بعد ثلاثين عاما من خطفهما من قبل زوجها السابق. وكان ساشا وشقيقته ناومي قد اختفيا من منزل أمهما بوليت موراي الكائن في إيلفورد شرقي لندن في اليوم الحادي والثلاثين من شهر يوليو من عام واحد وثمانين وتسع مئة وألف للميلاد، حينها خاضت بوليت معركة حامية الوطيس مع زوجها السابق ماكس في أروقة المحاكم إثر انهيار زواجهما. فقد كانت المحكمة العليا تنظر في قضية كفالة الطفلين ساشا وناومي. كانت ناومي في الرابعة من عمرها بينما كان شقيقها ساشا يصغرها بعامين عندما أخذهما والدهما من منزل العائلة. وقد أمضت الأم المكلومة التي يبلغ عمرها حالياً 64 عاماً مدة سنتين في البحث المحموم عن صغيريها قبل أن يتصل الزوج السابق موراي بصحيفة لندن إيفننج ستاندرد في عام 1983م ليصرح بأن الطفلين يقيمان معه خارج المملكة المتحدة. أميط اللثام مؤخراً عن تفاصيل عملية البحث التي استمرت مدة ثلاثين عاماً في محاولة للعثور على الطفلين؛ فقد صدر كتاب جديد بعنوان "البحث المضني "ذي هنت"" من تأليف الصحفي إيان ويشارت وزوج بوليت الحالي جورج لندن. وقد أنفقت بوليت مائة ألف جنيه إسترليني في حثيث سعيها لاقتفاء أثر طفليها وقد استأجرت محققين خصوصيين لمتابعة مساعيهم حول العالم ولكن دون جدوى. ناومي-عامان- عند اختفائها مع شقيقها ساشا وقد تمكن جورج لندن، وهو بنّاء سابق تحول إلى محقق خاص، من التوصل في نهاية المطاف إلى أن موراي كان يعيش في إسرائيل. وقد حدث الاكتشاف المثير للدهشة في عام 2005م عندما اقتفى أثر عنوان البريد الالكتروني لمختطف الأطفال. وتظاهر بأنه صديق قديم للعائلة مدعياً أن بوليت وافتها المنية حتى تمكن أخيراً من الحصول على بيانات تفصيلية مكنته من الاتصال بالطفلين اللذين أصبحا راشدين في الوقت الحالي . أما ساشا، الذي يبلغ من العمر حالياً 34 عاماً، فإنه يقيم في أسبانيا في حين أن ناومي التي تبلغ من العمر 32 عاماً وأنجبت طفلة ما زالت تعيش في إسرائيل. تزوج ماكس من امرأة أخي اسمها سارا. في مغامرة أشبه بالمقامرة، نشر لندن نسخة من كتابه وأرسلها إلى شاسا. ولمدة ثلاثة أيام لم يسمع عن شيء. بعد ذلك تلقى رسالة بالبريد الالكتروني من ساشا الذي ابتدر رسالته قائلاً: "أمي العزيزة" لقد اتضح أن ساشا وأخته ناومي لم يكن لديهما علم بأن أمهما ظلت تبحث عنهما منذ مدة. ففي هذا السياق تحدثت الأم قائلةً: "تلقيت منهما رسالة بالبريد الالكتروني؛ وكانت بمثابة أول اتصال منهما منذ ثلاثين عاماً وكانت لحظة مشبوبة بالعاطفة وكانت الأكثر إثارة وتشويقاً بالنسبة لي. فالسعادة لا تسعني." وأردفت تقول: "لا أستطيع أن أنتظر حتى المقابلة الأولى لابد أنها كانت بالنسبة لهما بمثابة صدمة كبيرة أن يكتشفا أن أمهما ظلت تبحث عنهما لمدة ثلاثين عاماً. لقد كنت أفكر فيهما يومياً ولم أكن أعلم أين هم وأتعجب مما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة." وقد كتب ساشا في رسالته قائلاً: "لقد تلقيت الرسالة الالكترونية وأمضيت يوماً كاملاً في قراءتها ومحاولة استيعاب ما كان أمام ناظري". وأشار إلى أنه هو وناومي أمضيا ثلاثة أيام في التواصل فيما بينهما والتفاكر حول ما ينبغي أن يقوما به. واختتم الرسالة بقوله: "إننا في سعادة غامرة وفي حالة من الارتباك والدهشة والحزن الإثارة والذهول من جراء ما جرى ولكن نستطيع أن نقول إن المستقبل لنا ونعتزم أن يكون كذلك. مع التحايا والحب. ساشا وناومي".