بعد ولادة طفلة عبر التلقيح بحيوان منوي مجمد منذ 25 عاما يُعتقد ان هذه اطول فترة ظل فيها حيوان منوي مجمدا ثم استُخدم بنجاح في عملية تلقيح اصطناعي في بريطانيا. وبعد نشوء أجنة باستخدام الحيامن التي أُخرجت من حالة التجمد جُمدت ثلاثة منها قبل نقلها الى الرحم. ويُعتقد ان هذه اول مرة يولد فيها طفل بعد هذا النوع من التجميد المزدوج. وكان يتشارد بوت والد الطفلة فيفيان التي ولدت بهذه الطريقة أُصيب بسرطان الخصية حين كان في الحادية والعشرين من العمر ونصحه الأطباء بتجميد عينات من حيامنه قبل ان يبدأ العلاج الذي قد يسبب له العقم. وفي ذلك السن حين كان بوت طالبا جامعيا لم يكترث كثيرا بانجاب اطفال ولكنه الآن ممتن لأنه سمع نصيحة الأطباء. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن بوت انه يريد قصته ان تمنح الأمل لآخرين في ظروف مماثلة. وكان تجميد الحيامن قبل الخضوع للعلاج من السرطان تقنية جديدة في ثمانينات القرن الماضي لكنه اصبح الآن عملية شائعة بالنسبة للرجال كما أخذ تجميد البيوض من شابات يصبح أكثر انتشارا. وتزوج بوت الذي يعمل في القطاع المصرفي من ريبيكا عام 1999 في لندن وبسبب مشاكل صحية تعرضت لها الزوجة عام 2003 نصحهما الأطباء بأن يبدآ الانجاب قريبا إذا كانا يريدان تكوين أسرة. وبعد دورتين من التلقيح الاصطناعي ولد للزوجين الطفل هنري ابن الخمسة اعوام الآن. وأراد الزوجان انجاب طفل آخر ولكن بعد اربع دورات فاشلة من التلقيح الاصطناعي كادا يفقدان الأمل. وحينذاك لجأ الزوجان الى عينة الحيامن التي جمدها بوت في شبابه. وأخذت الزوجة العينة المحفوظة في مستشفى الكلية الجامعية في لندن واستقلت سيارة اجرة نقلتها الى مستشفى غاي على الجانب الآخر من المدينة. وحين سألها سائق التكسي ماذا تحمل في الرزمة اجابت "أحمل فيها طفلي". وقالت ريبيكا بوت ان الدهشة عقدت لسان السائق ولم يتفوه بكلمة بعد ذلك. وكانت تلك هي المرة الأولى التي استحدم فيها الزوجان العينة المجمدة من حيامن الزوج. ولكن الأمل تلاشى مرة أخرى عندما لم تحمل الزوجة. وبعد شهرين قامت الزوجة بمحاولة أخيرة لإنجاب طفل ثان بنقل اثنين من الأجنة المجمدة والأجنة التي أُخرجت من حالة التجمد. وقالت ريبيكا بوت انها كادت تطير من الفرح حين أكد الفحص حملها. ومرت 12 اسبوعا صعبة من الترقب قبل أن يؤكد الفحص الإشعاعي مجددا سلامة الحمل. وانجبت ريبيكا طفلتها فيفيان بعملية قيصرية قبل تسعة اسابيع على الموعد. وكان وزنها عند الولادة 1.1 كلغم فقط وأمضت سبعة اسابيع في المستشفى. واصبحت فيفان الآن طفلة استثنائية على حد وصف امها التي اعربت عن الأمل بأن يكون في تجربتها ما يلهم أزواجا يقفون على حافة اليأس من الانجاب وكذلك الشباب المصابين بسرطان الخصية. وأشرف على العلاج الذي اثمر مولد الطفلة فيفيان الدكتور طارق التوخي من وحدة المساعدة على الانجاب في مستشفى غاي وسانت توماس في لندن. وقال التوخي ان هذه الحالة تمنح المصابين بالسرطان من الرجال والنساء أملا بالقدرة على العيش حياة انجاب طبيعية بعد العلاج. وأصدر المعهد الوطني للصحة والامتياز السريري توجيهات في عام 2004 بأن تتاح امكانية حفظ القدرة على الانجاب هذه لجميع الشبان والصبيان الذين يخضعون للعلاج من السرطان. وقال الدكتور التوخي ان وحدة المساعدة على الانجاب في مستشفى غاي تجمد سنوبا نحو 50 عينة من الحيامن لمصابين بالسرطان وان عددا أقل بقليل من المصابات بالسرطان يجمدن عينات من البيوض أو الأجنة.