يقف عمال على سقالات لنزع الواجهات الرخامية والزجاجية من الفنادق الشاهقة في المنطقة المركزية بمكةالمكرمة، وآخرون يشرفون على تحميل محتويات الفنادق من الداخل، بعد أن فصلت الخدمات عنها، فيما يشتكي مستثمرون قادمون من مختلف المناط لشراء أثاث ومحتويات الفنادق التي تتهيأ للإزالة، من تحايل الوافدين في بيع محتويات فنادق المركزية، التي تقرر إزالتها لصالح مشروع الطريق الدائري الأول -الذي سيزيل أكثر من 1700 عقاراً منها ما يربو عن 600 فندق وعمارة شقق مفروشة- مخصصة لإسكان الحجاج والمعتمرين. وطالب عددٌ من المواطنين بسرعة تدخل الجهات الأمنية؛ لحمايتهم من ممارسات الوافدين، التي تهدف إلى التدليس والتلاعب وتمييع الصفقات. وأتهم "محمد الحربي" -مستثمر- الوافدين بأنهم يخدعون المترددين على مواقع بيع محتويات الفنادق المزالة، بتمرير بضائع سوق الأثاث المستعمل، التي تجلب من سوق المعيصم بمكةالمكرمة -أكبر سوق للأثاث-، مشيراً إلى أن بروز ظاهرة التستر التجاري، حيث يلتهم وافدون عائدات صفقات الفنادق، ويكتفي بعض المواطنين بالتستر عليهم وبروزهم كمظلة تحمي الوافدين. وتساءل " الحربي" عن دورالجهات الأمنية، وعن الإجراءات التي تضمن قطع طريق المتلاعبين والمرتزقة على خيرات الوطن، مستغفلين المواطن، ولماذا لا تُساوم الفنادق المستثمرين السعوديين لشراء محتويات عقاراتهم، مبيناً أن مكة مقبلةٌ على إزالة أكثر من 5000 عقاراً. أجهزة في انتظار المشتريين وشدد "سعود الهذلي" على أهمية تدخل الجهات المختصة؛ لإيقاف المتحايلين والمتلاعبين في سوق يجذب مئات المواطنين من مناطق المملكة؛ للفوز ببقايا مستلزمات البناء لمنازلهم المعدة للتشطيب. وكشف "ظافر العمري" -رئيس طائفة بائعي الخردة والأثاث المستعمل بمكةالمكرمة- أن الطائفة خارج صفقات الفنادق، وأن عدم تنسيق الجهات الحكومية معهم حال من استفادة التجار والباعة السعوديين منها، مشيراً إلى أن مكةالمكرمة تعيش حالة غير مسبوقة في مجال بيع الأثاث المستعمل، حيث وفرت أعمال هدم وإزالة فنادق ومنازل مكةالمكرمة لصالح المشاريع التنموية، مخزون كبير من المكاتب والديكورات وأجهزة التكييف وأسرة ودواليب النوم وإكسسوارات دورات المياه والأجهزة والأدوات الكهربائية والفرش وقطع الموكيت والمطابخ، في حين أغلب الطلب يتركز على مصاعد العمائر والفنادق، التي تعتبر الأغلى حيث يحدد سعرها نوع وقوة المصعد ونوع وبلد المنتج. وأكد "العمري" أن 60% من صفقات بيع محتويات فنادق مكةالمكرمة تسيطر عليها العمالة الوافدة؛ من خلال تجولها داخل مناطق الإزالة للبحث عن العروض وتقديم المزايدات، متوقعاً أن تتحول مكةالمكرمة لأكبر ممول لأسواق الأثاث المستعمل في المملكة، مما جعل المستثمر السعودي يطالب الجهات المسئولة عن مكافحة التستر التجاري أن تتحرك من الآن، لتنظيم سوق الأثاث المستعمل والخردة في منطقة المعيصم بمكةالمكرمة، التي ستصبح واحدة من أكبر الأسواق؛ في ظل التوجه الحكومي في تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة من خلال إزالة مزيد من الفنادق . وافد يتفقد صفقة عدد من الأجهزة المباعة وأشار "العمري" إلى أنه خلال خمس سنوات مضت لم يتم تقييد إلاّ 30% من الصفقات في سجل مبيعات رئيس الطائفة مقابل 70% تباع وتنقل بلا توثيق؛ مما يعرقل عملية استعادة البضائع المسروقة والمجهولة، موضحاً أن في مكةالمكرمة ما بين 600 إلى 700 مؤسسة وشركة ومحلاً متخصصاً في بيع الأثاث المستعمل، يعمل بها ما يقارب 250 من الباعة السعوديين. من جهة أخرى بيّن متعاملون ل(الرياض) أن حرّاس الفنادق يفسدون صفقات البيع رغم الاتفاق، بمجرد حصولهم على زيادة أو سمسرة من تحت الطاولة، مما أجبر عددا من المستثمرين السعوديين أن يدفعوا 30 ألف ريال؛ للوصول لمالك فندق يسكن في جدة لشراء محتويات عقاره المقرر إزالته، وتوقع مراقبون أن يتجاوز حجم عائدات بيع أثاث فنادق مكةالمكرمة خلال العام الجاري عشرة ملايين ريال . "مصائب قوم عند قوم فوائد" ، " وكل حشفة لها معرمش " أمثلة شعبية كثيراً ما تتناثر مفرداتها في مواقع البيع أمام الفنادق، حيث مواطنون غارقون في بناء مساكنهم في مكةالمكرمة يتجولون في مواقع العروض للفوز ببقايا مستلزمات كهرباء المنازل أو دورات المياه أو المصاعد.