عمال يقفون على سقالات لنزع الواجهات الرخامية والزجاجية من الفنادق الشاهقة وآخرون يشرفون على تحميل محتويات الفنادق من الداخل ومستثمرون يفاوضون الملاك والوكلاء لشراء أثاث الفنادق التي تتهيأ للإزالة بعد أن فصلت الخدمات عن بعضها. هذه ملامح الفصل الأخير لتاريخ فنادق حارة الباب وريع الرسام وجبل الكعبة وطلعة الحفاير بمكةالمكرمة التي بدأت وكأنها تودع العاصمة المقدسة فيما تنافس مستثمرون من مكةالمكرمةوجدة والطائف والرياض للفوز بصفقات بيع محتويات أثاث الفنادق المزالة التي تقدر بأكثر من 150 فندقاً وعمارة مفروشة مخصصة لإسكان الحجاج والمعتمرين. رئيس طائفة بائعي الخردة والأثاث المستعمل بمكةالمكرمة ظافر العمري أكد أن مكةالمكرمة تعيش حالة غير مسبوقة في بيع الأثاث المستعمل حيث وفرت أعمال هدم وإزالة فنادق ومنازل مكةالمكرمة لصالح المشاريع التنموية مخزون كبير من المكاتب والديكورات وأجهزة التكييف وأسرة ودواليب النوم وإكسسوارات دورات المياه والأجهزة والأدوات الكهربائية والفرش وقطع الموكيت والمطابخ في حين أغلب الطلب يتركز على مصاعد العمائر والفنادق التي تعتبر الأغلى حيث يحدد سعرها نوع وقوة المصعد ونوع وبلد المنتج . وكشف العمري أن 60% من صفقات بيع محتويات فنادق مكةالمكرمة تسيطر عليها العمالة الوافدة من خلال تجولها داخل مناطق الإزالة للبحث عن العروض وتقديم المزايدات. وتوقع العمري أن تتحول مكة لأكبر ممول لأسواق الأثاث المستعمل في المملكة، مطالبا الجهات المسئولة عن مكافحة التستر التجاري التحرك لتنظيم سوق الأثاث المستعمل والخردة في منطقة المعيصم التي ستصبح واحدة من أكبر الأسواق في ظل التوجه الحكومي في تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة من خلال إزالة مزيد من الفنادق. وبين العمري أن مبيعات رئيس الطائفة سجلت في الخمس السنوات الماضية مبيعات موثقة بنسبة 30% مقابل 70% بلا توثيق. موضحاً أن في مكةالمكرمة تضم نحو 700 مؤسسة وشركة ومحلاً متخصصاً في بيع الأثاث المستعمل ويعمل فيها ما يقارب 250 من الباعة السعوديين. من جهة أخرى كشف مراقبون أن حجم عائدات بيع أثاث فنادق مكةالمكرمة المتوقع إزالتها خلال العام الجاري تتجاوز 10 ملايين ريال.