الإنذار بكارثة أو خطر محتمل عنوان يردده المرتادون والمستثمرون والباعة في سوق حراج المعيصم الذي بات يعاني من أزمة تكدس النفايات وزيادة الباعة المخالفين والمفترشين على الطرقات وقلة حجم الرقابة ومعاناتهم بصعوبة الوصول إلى داخل السوق بسبب ضيق مداخله وعدم سفلتة الطرق المحيطة به وإغلاق بعضها. ويشهد السوق حراكا اقتصاديا كبيرا يبلغ ذروته في اجازة نهاية الاسبوع، ويجتمع فيه أكثر من الفي شخص للتبادل التجاري والبيع والشراء الا أنه لا يزال يعاني من حوادث الحرائق، كما حصل في العام الماضي. وطالب بائعون ومستهلكون، بضرورة تنظيم سوق الحراج الذي يعد من أقدم أسواق الخردة وأهم الأسواق الشعبية بمكة، والذي يقع على مساحة تقدر بأكثر من 30 ألف م2، ويحتضن أكثر من 600 محل ويعمل بها أكثر من 250 سعوديًا يترددون على الحراج في منافسة مع العمالة الوافدة التي تفوقهم، ويتم فيه بيع الأثاث المستعمل والأواني والمصاعد والأجهزة الكهربائيةوالإلكترونية والأدوات المكتبية والكثير من السلع والبضائع المتنوعة. البضائع والنفايات وذكر زياد القرني أن جميع الممرات والمداخل الخلفية لسوق الحراج أصبحت مغلقة بسبب الأثاث والفرش والنفايات وإهمال النظافة، وأن عدم الاهتمام به ينذر بخطورة وكارثة، وقد تكون أحد أسباب اشتعال الحرائق والتأثير على المظهر العام، مشيرًا إلى انه لم يتم اتخاذ أي إجراء تجاه المحلات المحترقة بعدما نشب حريق، واضاف القرني: بسبب الطمع أصبح أصحاب المحلات يقومون بتكديس بضائعهم، وتوزيعها في الممرات والشوارع وعدم ترتيب المحل. وقلل من دور الأمانة كجهة مسؤولة عن تنظيم السوق لافتا إلى ان الأمانة وحدها لا تستطيع أن تنهي مشكلات السوق لكن يجب عليها أن تشارك الإمارة والشرطة وكل الجهات التي لها علاقة بمثل هذه الأماكن. وأشار تركي الهذلي إلى أن الأخشاب والديكورات وأنابيب الغاز، وبعض المعروضات، تباع في هذا الحراج، بالاضافة إلى بيع بعض الأقمشة والملابس التي لا تصلح للاستخدام الآدمي، كذلك بيع بعض المواد الغذائية والمأكولات التي تهدد صحة الإنسان، مطالبا الجهات ذات الاختصاص بتكثيف حملاتها على حراج الخردة وإعادة تنظيمه، واقترح وضع أكشاك يتم إيجارها بسعر رمزي لمدة يوم واحد لكي يتم عرض بعض السلع من خلالها بدلا من عرضها متناثرة وسط الطريق في منظر غير حضاري، يتسبب في عرقلة حركة المتسوقين. وأشار فيصل البقمي إلى أن ورش صيانة السيارات والسمكرة تقع في مدخل السوق فيما تقع ورش الحدادة وورش صيانة المعدات الثقيلة داخل الحراج وهي مضرة للبيئة والصحة لا سيما أن الحراج غير مناسب صحيا لزيادة الغبار والأتربة والبضائع البالية. المخالفون في السوق وقال ربيع الأزوري: إن العمالة السائبة والعمالة الوافدة يشكلون 85 في المئة من مدخول السوق وقد يمتلكون الكثير من المحلات داخل السوق بأسماء أشخاص سعوديين مضيفا أن السعوديين الذين يقومون بالبيع في الحراج لا يستطيعون مجابهة العمالة الوافدة أو غيرهم مشيرا إلى أن الصراع بينهم بسبب قلة الرقابة وما يتمتع به السوق من كبر في الحجم وطالب مرتادي الحراج بتكثيف الرقابة على السوق وخاصة نهاية الأسبوع لما تشهده من عرض للعديد من البضائع التي لا يعرف مصدرها أو مدى صلاحيتها، موضحين أن حراج الخردة يغتنمه كثير من الوافدين لممارسة البيع والشراء. ورصدت «المدينة» خلال جولتها في سوق حراج المعيصم عددًا من التجاوزات الواضحة في مداخل ومخارج السوق مثل استخدام المحلات المحترقة كمستودع للبضائع واستغلال الأرصفة المجاورة للمحلات واستغلال جميع أطراف الطريق الرئيسي للحراج وتعبئته بالبضائع مما يضيق الخناق على السوق كما يتم بيع الخناجر والسكاكين والملابس المستعملة وغيرها من السلع المستهلكة التي لا تصلح للاستخدام بجوار المسجد وفي خارج ساحة الافتراش بشكل غير نظامي أو منظم. كما رصدت كميات هائلة من النفايات المتراكمة في كل الجهات وعدم التزام أصحاب المحلات بالتقيد بمواقعهم ونظافتها.