تجمع 67 طفلا وطفلة مصابين بمرض السرطان مع أسرهم وأطبائهم المعالجين على ضفاف شاطئ الشروق بالخبر بعد أن غادر الأطفال المصابين غرف المستشفيات المتخصصة عاقدين العزم على الاحتفال بمهرجان " الطفل المصاب " الذي نظمته جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية للمرة التاسعة على التوالي، الأطفال المرضى تناسوا أمس الأول أوجاعهم مع معاطفهم الطبية التي نزعوها قبل وصولهم مرتدين " قبعة البناء " التي حملوها على رؤوسهم تضامنا مع شعار المهرجان " نحن المستقبل " ليثبتوا ان باستطاعتهم المشاركة في بناء الوطن. جانب من تقديم الهدايا إلى الأطفال المصابين وأوضحت رئيسة لجنة الأنشطة الاجتماعية بجمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية نوف بنت عبدالعزيز التركي المشرفة على المهرجان، أن هذه الفعاليات المتنوعة تهدف إلى خلق أجواء ترفيهية اجتماعية تجمع الأطفال مع أسرهم وأصدقائهم وترسم البسمة على وجوه الأطفال المصابين بالسرطان بعيدا عن طبيعة المستشفيات, مشددة على أهمية الحالة النفسية لهذه الفئة كمرحلة علاجية أساسية تنعكس إيجابيا على شفاء المريض، فيما أشادت بالجهود الكبيرة التي بذلها 100 متطوع ومتطوعة مع رزان وسلوى العزوني القائمتان على تصميم الأركان المختلفة وتنظيم الفعاليات خلال السنوات الأربع الأخيرة موجهة الشكر لمجموعة الشعيبي على تبرعها بمكان الاحتفالية. وأشارت التركي إلى أن شعار المهرجان " نحن المستقبل " جاء بهدف تعزيز انتماء الأطفال المصابين بالسرطان للحياة وتخريجهم كأعضاء فاعلين بالمجتمع دون أن يلتفتوا إلى معاناتهم مع المرض, مبينة في ذات السياق أنه بمجرد دخول الطفل إلى المهرجان يرتدي قبعة بناء ويستلم حزام للمعدات ثم يبدأ رحلة العمل بالانتقال من ركن تعليمي إلى ركن آخر حيث تنوعت الأركان مابين ركن " ثقافتي " بالتعاون مع جمعية القراءة و" أخلاقي " لتعليم أخلاقيات المهنة و " صحتي " لإقامة مسابقات رياضية لدعم الصحة واللياقة البدنية و " مستقبلي أخضر " للتعريف بأهمية البيئة و " الطاقة الشمسية " للقيام بأعمال فنية ويدوية و " معا نبني المستقبل " ليرسم الطفل تصوره عن المستقبل، فيما تم اختتام الاحتفالية بتوزيع الهدايا والجوائز على الأطفال المصابين وأسرهم. أحدص الأركان في حفل الطفل المصاب بالخبر وكشف الدكتور ابراهيم الشنيبر رئيس اللجنة الطبية بالجمعية عن وجود 697 طفلا مصابا بالسرطان بالمملكة يمثلون 6,6 بالمائة من أعداد المصابين حيث يحتل النسبة الأكبر الأطفال الذكور بواقع 56 بالمائة مقابل 44 بالمائة للإناث المصابات وذلك حسب الإحصائيات السنوية لسجل الأورام الوطني، مشيرا إلى أن نسبة الأطفال المصابين بالسرطان تشهد انخفاضا تدريجيا واضحا في كل عام نتيجة ارتفاع الوعي الصحي فيما يتفاوت عدد المصابين بالمملكة سنوياً ما بين 8 - 9 آلاف مصاب من الكبار والصغار مواطنين ومقيمين . وأفاد رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز بن علي التركي رئيس الإتحاد الخليجي لمكافحة السرطان أن المهرجان يقام سنويا لإدخال الفرحة في قلوب الأطفال وأسرهم والعمل على دمجهم بالمجتمع بعيدا عن أجواء المستشفيات والمراحل العلاجية، مؤكدا على أن التواصل معهم مستمر بشكل دائم في جميع الأنشطة والمناسبات حيث تسعى الجمعية من خلال ذلك إلى تحقيق الرعاية لمرضى السرطان ومساعدة أسرهم في كل ما يحتاجون إليه بمثل هذه التجمعات الخيرية.