كانت إدارة نادي أهلي الرياض (الرياض حالياً) مضرب المثل في إدارتها الناجحة بقيادة شخصيات رياضية مرموقة رسمت التخطيط السليم وخرجت بمعطيات إيجابية قوية ساهمت في دفع عجلة تقدم النادي ومسيرة لاعبيه الكبار "نجوم مدرسة الوسطى" خلال سبعينيات القرن الهجري الماضي برئاسة مؤسسه – عام 1373 ه - الشيخ عبدالله الزير (86 عاماً)متعه الله بالصحة والعمر المديد الذي لازال مجلسه - في صورة رياضية نادرة - مشرعاً أمام كل الرياضيين وقدامى المشجعين منذ ستة عقود ..ويستمر مفتوحاً حتى وإن غادر خارج مدينه الرياض .وفي حقبه الثمانينيات بإدارة رائد الرياضة في المنطقة الوسطى الشيخ "أبو عبدالله" محمد الصايغ (رحمه الله) الذي عاش النادي في عهده الذي امتد لنحو عقد أجمل فتراته الإدارية .. إذ كان هذا الرئيس العملاق سخياً مع الرياضيين على مختلف ميولهم .. وداعماً لكل لاعبي الأندية الأخرى.. واليوم يرقد هذا الرجل الفاضل في قبره منذ "44 عاماً" ولا يزال عدد من رياضيي "الزمن الجميل" يحملون عنه أجمل ذكرى إنسانية فيذكرونه بالخير ويدعون له جراء أعماله الخيرية ومبادراته الإنسانية تجاه اللاعبين المعوزين وامتدت لتشمل حتى أسر لاعبيه المحتاجين آنذاك وهذا ما أكده لي أكثر من لاعب رياضي قديم في أحاديث سابقة ل "الرياض" . وفتح المرحوم أبو عبدالله الصايغ ملعبه الشهير أمام كل الأندية وأقام فيلا صغيرة في زاوية الملعب الغربية - الجنوبية جعلها مقراً لمعسكرات "أهلي الرياض" واستراحة للرياضيين على مختلف ميولهم من رؤساء ولاعبين ومشجعين وحكام يلتقون في جلسات سمر ويتبادلون الأحاديث والتعليقات وكان طعام العشاء الذي يقدمه الصايغ لهم في الغالب يتكون من "فول ونواشف وخبز تميس" يحضره سائقه عبدالعزيز الخريجي الملقب ب(غريّب)من الحلة .. كانت تلك الأيام برغم بساطتها عزيزة على من عاشها من لاعبي الأمس بذكرياتهم الجميلة وصفاء النفوس والمحبة الصادقة التي كانت تجمعهم . فلا بغضاء ولا ضغينة بينهم . حين نتذكر زمن الزير والصايغ ومن بعده ناصر العمير وصالح القاضي والأمير خالد بن سعود بن فيصل ومحمد أبو سبعة والأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر والأمير بندر بن عبدالمجيد وتركي البراهيم نتحسر على ما آل إليه الحال الإداري لمدرسة الوسطى اليوم إذ لم يسبق أن مر نادي الرياض بأوضاع إدارية مزرية كما يعيشها ويعاني من ويلاتها اليوم في عهد الإدارة السلبية لرئيسة الحالي فيصل آل الشيخ .. ولأول مرة في تاريخ النادي العريق نرى رئيسه يتمسك بمنصبه وسبعة من أعضاء إدارته يتسابقون إلى الاستقاله بما فيهم نائبه وأمين عام النادي فضلاً عن لاعبيه الذين أضربوا عن التدريب لأول مرة – أيضا - في تاريخ ناديهم "الستيني" وطالبوه مؤخراً بالاستقالة مادام عاجزا عن حل مشاكلهم المالية ومرتباتهم المتأخرة فأي إدارة ناجحة ننتظرها منه بعد هذا كله ؟وقد بلغ به الأمر الإساءة إلى ماجد الحكير عضو الشرف الفعال والداعم الوحيد للفريق .