قال وزير الخارجية المصري محمد عمرو إن تحديد موعد لانتقال السلطة في مصر في نهاية يونيو 2012 وإتمام المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية بنجاح، يخفف من حدة التحديات التي تواجه مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي. جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور وليد عبد الناصر مساعد وزير الخارجية نيابة عن الوزير أمام المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشئون الخارجية الذي عقد أمس "الاثنين" بالقاهرة تحت عنوان " الوضع الإقليمي والدولي لمصر بعد ثورة 25 يناير". واستعرض عمرو الفرص والتحديات التي تؤثر على وضع مصر على الصعيد الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن انطلاق الثورة المصرية بعد ثورة تونس بفترة قصيرة يعكس تشابه المرحلة التاريخية التي تمر بها هذه المجتمعات، وتؤكد أن المنطقة العربية ليست منعزلة وتتشارك نفس التطلعات. ولفت وزير الخارجية إلى محورية دور مصر على الصعيد العربي، مشيرا إلى أن دور مصر يعزز العمل العربي الجماعي ويكبح محاولات الخارج للتدخل في المنطقة العربية. وقال إن الدول العربية تترقب ما يحدث في مصر كونها تؤثر أيضا على وضعها. ونوه إلى وجود تقارب وتنسيق بين الدول التي تمر بمراحل تاريخية متشابهة من خلال قدوة التجارب الناجحة وليس التدخل في شئون الدول الأخرى وفتح الباب أمام المصالح المشتركة وتشجيع الاستثمارات بين الدول العربية، وهو ما يعكس إمكانية تطوير العمل في المجالين السياسي والاقتصادي خلافا للأنماط التقليدية. وأشار إلى وجود تحديات أمام مصر، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والأمن، فضلا عن تفاوت ردود فعل الدول العربية وتأثيرها على العلاقات البينية العربية. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة الإشتباكات الدامية التي تشهدها القاهرة منذ ليل الخميس – الجمعة الفائت إلى 11 قتيلاً. ونقل التلفزيون المصري، صباح أمس الإثنين، عن مساعد وزير الصحة المصري هشام شيحة قوله "إن فتاة توفيت صباح الاثنين بمستشفى قصر العيني متأثرة بإصابتها خلال الاشتباكات، وجرى نقلها إلى مشرحة زينهم لتحديد سبب الوفاة". وأضاف شيحة أن عدد المصابين جراء الإشتباكات بلغ 201 تم إسعاف 65 منهم بمواقع الأحداث فيما نُقل 136 إلى المستشفيات القريبة من مناطق وسط القاهرة، نافياً ما ذكرته تقارير إعلامية مصرية عن أن عدد المصابين بلغ 300 مصاباً. وكانت مصادمات عنيفة وقعت طوال الليلة قبل الماضية بين مئات المتظاهرين والمعتصمين وبين عناصر من الجيش وقوات الأمن. ورشق المتظاهرون، عناصر الجيش وقوات الأمن بالحجارة فيما ردت تلك العناصر باستخدام رصاص الخرطوش وطلقات الصوت. وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن قلقها العميق بسبب ما تشهده مصر من عنف. وأصدرت كلينتون بياناً قالت فيه انها تشعر بالقلق الشديد حيال "التقارير المتواصلة عن العنف في مصر"، وحثت قوات الأمن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين بما في ذلك حقي التعبير السلمي عن الرأي والتجمع. وأضافت "ندعو السلطات المصرية الى محاسبة من ينتهكون هذه المعايير بما في ذلك القوات الأمنية". وأردفت كلينتون ان "على هؤلاء الذين يحتجون أن يفعلوا ذلك سلمياً وأن يمتنعوا عن أعمال العنف". كما أعرب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه من تجدد العنف بالعاصمة المصرية ودعا السلطات الإنتقالية إلى ممارسة ضبط النفس. وقال بان في بيان إنه منزعج جداً من "استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين". ودعا السلطات الإنتقالية في مصر إلى ممارسة ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان بما في ذلك حق التظاهر السلمي. وشدد كي مون على أهمية توفير مناخ من الهدوء لدعم العملية الانتخابية في مصر بإطار الإنتقال إلى الديمقراطية والإقامة المبكرة للحكم المدني.