دخلت الاشتباكات بين قوات الامن المصرية والمحتجين المطالبن بانهاء حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة، يومها الخامس الثلاثاء، فيما دانت وزيرة الخارجية الامريكية تعرض النساء المصريات للضرب ووصفته بانه «وصمة عار». واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الحجارة والهروات والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين خلال ليل الاثنين الثلاثاء وحتى ساعات الفجر، حسب ما افاد شهود عيان، في اعمال عنف خلفت 12 قتيلا منذ الجمعة. وزادت هذه الاضطرابات من الضغوط على المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي. ودان الليبراليون والاسلاميون المتنافسون في الانتخابات التشريعية الاولى التي تجرى بعد الثورة طريقة تعامل المجلس العسكري مع العملية الانتقالية. وفي ميدان التحرير وسط القاهرة، اكد منسق عمليات اسعاف المتظاهرين محمد مصطفى لوكالة فرانس برس ان اربعة اشخاص قتلوا. وقال «في هذه الايام تحدث المواجهات بين الساعة 3,30 و5,00. الا ان مسؤولين في وزرة الصحة صرحوا للتلفزيون الرسمي انه لم تحدث وفيات، ولكن اربعة اشخاص جرحوا. وقال طبيب في مستشفى ميداني اقامه المتظاهرون لوكالة فرانس برس انه شاهد فتى في الرابعة عشرة من عمره مصابا برصاصة في صدره. وينفي المجلس العسكري ان يكون اصدر اوامر باستخدام القوة ضد المحتجين، الا انه اعترف بان قواته ضربت ناشطة محجبة وقامت بجرها على الطريق وكشفت عن صدرها وبطنها. وتناقلت وسائل الاعلام العالمية والمواقع الالكترونية الصورة ما أدى الى سخط في العالم باسره. وأظهرت صور عرضت على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر الجيش يضربون المحتجين، واحيانا يتركونهم دون حراك على الارض، ولكن ضرب النساء هو الذي اثار الغضب في البلاد. وعنونت صحيفة التحرير اليومية المستقلة «جنود انتهاك العرض»، فوق صورة لجندي يمسك بمتظاهرة من شعرها، وآخر يرفع هراوة فوقها. وفي انتقاد قوي الاثنين، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن العنف ضد النساء خلال المظاهرات في مصر لا تليق بالثورة وتشكل «وصمة عار على الدولة». واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الحجارة والهروات والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين خلال الليل وحتى فجر الثلاثاء وسط اعمال عنف خلفت 12 قتيلا منذ الجمعة.وفي انتقادات قوية على نحو غير معتاد، اتهمت كلينتون السلطات المصرية باساءة معاملة النساء واذلالهن في الشوارع. وقالت ان «الاذلال المنهجي للنساء المصريات يشوه صورة الثورة، وهو وصمة عار على جبين الدولة وجنودها ولا يشكل الطريقة المناسبة لمعاملة شعب عظيم». وانطلقت تظاهرة نسائية كبرى وسط القاهرة عصر الثلاثاء لاستنكار ما أقدم عليه الجنود من انتهاكات بحق امرأة مسلمة حاول شاب مسيحي انقاذها من بين أقدامهم، بحسب تقارير صحفية. واعتبر عضو المجلس العسكري اللواء عادل عمارة في مؤتمر صحافي الاثنين ان «هناك مخططا اليوم لحرق مجلس الشعب وهناك تجمعات كبيرة في ميدان التحرير لبدء تنفيذ المخطط». لكنه أكد واقعة اعتداء جنود من الجيش على سيدة بعنف وتعريتها من ملابسها العلوية اثناء سحلها على الارض وقال ان هذه الواقعة «حدثت ويجري التحقيق فيها». غير انه دعا الى «معرفة الظروف التي وقعت فيها هذه الواقعة قبل استخدامها للتدليل على استخدام العنف» من قبل قوات الجيش. واضاف انه «كمواطن مصري يأسف لهذه الصورة ونحن نحقق فيها وسنعلن الحقائق كاملة». وجاءت تلك التصريحات بعد ان دانت مجموعات حقوقية تصريحات اللواء المتقاعد في الجيش المصري، ومستشار ادارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة عبدالمنعم كاطو، التي قال فيها عن بعض المحتجين في التحرير «انتو خايفين على ولد صايع لا بد ان يوضع في افران هتلر». وقال مرشح الرئاسة المصرية محمد البرادعي ان امثال من يطلقون هذه التصريحات هم «مختلون عقليا ومكانهم السجون وليس السلطة». واستقطب العنف انتقادات دولية. فقد اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القوات المصرية باستخدام العنف «المفرط» ضد المتظاهرين، بينما دعت كلينتون «قوات الامن المصرية الى حماية واحترام حقوق جميع المصريين». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان العنف «لا يتماشى مع العملية الديموقراطية التي تمر بها مصر». ودعت منظمة العفو الدولية الى وقف امدادات السلاح الى القوات المصرية. وقالت حسيبة حاج صحراوي المسؤولة في المنطقة «لا يمكن ان يعتبر من المقبول امداد الجيش المصري بانواع الاسلحة والذخيرة وغيرها من المعدات المستخدمة في مساعدته على القيام باعمال وحشية شاهدناها تستخدم ضد المحتجين». واكدت المفوضة العليا في الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي في بيان نشر الاثنين في جنيف ان اعمال العنف الاخيرة في شوارع القاهرة تثير «صدمة كبيرة». وقالت بيلاي ان «صور المتظاهرين، ومن بينهم نساء، وهم يتعرضون للضرب والاعتداء لفترة طويلة بعد عدم اظهارهم اي مقاومة، تثير صدمة كبيرة». واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان المواجهات التي تشهدها القاهرة بين قوات الامن ومتظاهرين «غير مقبولة»، مؤكدا انها «تناقض» العملية الديموقراطية الجارية في هذا البلد منذ اشهر عدة.