اكد المجلس العسكري الحاكم في مصر الاثنين ان هناك "مخططا لحرق الوطن" وقال انه يشتم رائحة رموز النظام السابق وقوى خارجية في هذا المخطط معتبرا ان الاشتباكات في وسط القاهرة جزء من هذا المخطط فيما قالت وزارة الصحة ان عدد الضحايا الذين سقطوا منذ الجمعة ارتفع الى 12 قتيلا. حسب ما أوردت (AFP) وقال عضو المجلس العسكري اللواء عادل عمارة في مؤتمر صحفي عقده لشرح وجهة نظر الجيش في هذه الاشتباكات ان "ما شهدته مصر من نجاح المرحلة الاولى والثانية للانتخابات يعد نموذجا يحتذى به لجيش ينقل شعبه الى الديموقراطية". واضاف "ربما خيب هذا النجاح ظن البعض ممن راهن على عدم قدرة القوات المسلحة والشرطة على تأمين الانتخابات فبدأ في اثارة الفتن وتنفيذ مخطط يحرق الوطن ويقضي على الثورة واهدافها ونحن على اعتاب اول مجلس نيابي منتخب" بعد اسقاط نظام حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي. وتابع انه "منذ قيام الثورة اثبتت الاحداث منهجية التخطيط لهدم الدولة". واثناء المؤتمر الصحفي، قطع اللواء عمارة اجابته على اسئلة الصحفليين فجأة ليؤكد تلقيه "اتصالا حالا يفيد بان هناك مخططا اليوم لحرق مجلس الشعب وهناك تجمعات كبيرة في ميدان التحرير لبدء تنفيذ المخطط" مضيفا "من وضع مخططا مستمر في تنفيذه". وكان اللواء عمارة رد على سؤال حول ما اذا كان "يشتم رائحة تحريض من قوى اقليمية ومن (رموز النظام السابق ) داخل سجن طرة" على ما تشهده مصر من اضطرابات، فاجاب "نعم اشتم هذه الرائحة (..) هناك عناصر تحرض وهناك عناصر لا تبغي مصلحة هذا الوطن". وتابع ان هناك معلومات عن قيام اطراف لم يسمها بالتحريض على الاضطرابات مؤكدا ان هذه "المعلومات لدى جهات التحقيق" وهي التي يمكنها ان تكشفها بعد ان تنتهي من عملها. وافاد مصورو وكالة فرانس برس ان عدة مئات من طلاب الجامعات نظموا بعد ظهر الاثنين تظاهرة في ميدان التحرير احتجاجا على مقتل الطالب في كلية الطب بجامعة عين شمس علاء عبد الهادي اثناء الاشتباكات يوم الجمعة الماضي. ودافع اللواء عمارة مطولا عن القوات المكلفة بحماية مقري مجلس الوزراء ومجلس الشعب في شارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير حيث بدأت الاشتباكات فجر الجمعة الماضي مؤكدا انها "تحملت ما لا يتحمله بشر". الا انه اقر بوقوع "تجاوزات يجري التحقيق فيها". واكد اللواء عماره كذلك واقعة اعتداء جنود من الجيش على سيدة بعنف وتعريتها من ملابسها العلوية اثناء سحلها على الارض وقال ان هذه الواقعة "حدثت ويجري التحقيق فيها". غير انه دعا الى "معرفة الظروف التي وقعت فيها هذه الواقعة قبل استخدامها للتدليل على استخدام العنف" من قبل قوات الجيش. واضاف انه "كمواطن مصري يأسف لهذه الصورة ونحن نحقق فيها وسنعلن الحقائق كاملة" غير انه طالب ب وانتشرت صورة هذه السيدة على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام خلال اليومين الاخيرين. وقال اللواء عمارة ان الجيش تعهد بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين ولكن هذا ربما لا ينطبق على من يمثل خطرا على الدولة. وقال "يجب ان ندرك ان اسلوب عدم استخدام العنف قد لا يستمر مع من يهدد مصالح الدولة", واستطرد "هناك فرق بين متظاهر لديه مطالب واخر يحرق ويخرب". من جانبها، اعلنت مصادر في وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات التي بدأت يوم الجمعة الماضي الى 12 قتيلا من بينهم مصاب توفي متأثرا بجروحه ليل الاحد/الاثنين بعد نقله موقوفا الى مقر النيابة العامة للتحقيق معه واخر قتل في ميدان التحرير صباح الاثنين. وادت الاشتبكات الى اصابة اكثر من 500 شخص حتى الان، بحسب وزارة الصحة. واكد مراسلو فرانس برس ان الوضع كان هادئا نسبيا في وسط القاهرة بعد ظهر الاثنين رغن وقوع تراشق بالحجارة بين الحين والاخر بين قوات الجيش والمحتجين في شارع الشيخ ريحان المطل على ميدان التحرير حيث اقامت قوات الجيش حاجزا جديدا من الكتل الخرسانية بعد ان شيد الجنود مساء السبت جدارا اسمنتيا اخر في شارع القصر العيني. وكانت اشتباكات وقعت فجرا بين المتظاهرين وقوات الجيش والشرطة التي حاولت اخلاء ميدان التحرير وسيطرت عليه لفترة من الوقت قبل ان يتمكن المحتجون من العودة اليه. وقال مصدر قضائي ان النيابة العامة قررت صباح الاثنين "حبس 123 متهما تم توقيفهم اثناء الصدامات بشارع قصر العينى فى محيط مبنى مجلس الوزراء لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات". واوضح المصدر ان "النيابة قررت اخلاء سبيل 53شخصا آخرين وأمرت بعلاج تسعة متهمين قبل عرضهم على النيابة لاستجوابهم وذلك بعدما تبين وجود إصابات بهم جراء تلك الاحداث". واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان المواجهات التي تشهدها القاهرة بين قوات الامن ومتظاهرين "غير مقبولة"، مؤكدا انها "تناقض" العملية الديموقراطية الجارية في هذا البلد منذ اشهر عدة. واعرب الوزير البريطاني عن قلقه "العميق من المواجهات في وسط القاهرة"، معتبرا ان "استراتيجية العنف التي تنتهجها قوات الامن غير مقبولة شانها شان اعمال العنف التي يرتكبها بعض المتظاهرين، انها تناقض العملية الديموقراطية التي التزمت بها مصر". وكانت فرنسا طالبت الاثنين السلطات المصرية باجراء "تحقيق مفصل وشفاف حول الاسباب والمسؤوليات" في احتراق مبنى المجمع العلمي في القاهرة وارشيفه القيم الاحد. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء صحافي ان احراق المبنى على هامش مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن هو "كارثة للثقافة العالمية ويعبر عن المخاطر التي تهدد التراث الانساني الموجود في مصر". 5