نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - افتتح الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية أعمال منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الخامسة بحضور حشد ضخم من المسؤولين ورجال وسيدات الأعمال وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتننتال بالرياض. وأشار الوزير العساف في كلمته أن الجهات الحكومية تعول على ما يقدم من دراسات في المنتدى للإسهام في بلورة نظرية موضوعية شاملة للتطوير ، وأكد الدكتور إبراهيم وجود اتفاقٍ بين الجميع على وجود تفاوتٍ فيما تم تحقيقه من أهداف في كل مجالٍ من المجالات التنموية. وشدد وزير المالية على أن موضوع التنمية المتوازنة يحظى بعناية خاصة ومتابعة مستمرة من قبل خادم الحرمين من أجل تضييق الفجوة التنموية بين مناطق المملكة المختلفة والحد من التركز السكاني في مدن بعض المناطق. المعجل : معالجة المشاكل الاقتصادية الضمان لكل استقرار سياسي وقال الوزير في كلمته: "يسرني أن أخاطبكم في هذه المناسبة التي شرفني فيها راعي هذا المنتدى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالنيابة عن مقامه الكريم في افتتاحه ، وهو الذي شمل المنتدى برعايته الكريمة منذ انطلاقته في دورته الأولى ، في تجسيد لدعم الدولة لمؤسسات القطاع الخاص وتفعيل دورها في المجتمع وفي التنمية المستدامة . كما أُنوه بالدعم السخي الذي يلقاه المنتدى من صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، وانقل لكم تحياتهم وتقديرهم وتمنياتهم لكم وللمنتدى بالنجاح والتوفيق . وأشكر القائمين على المنتدى على جهودهم في الإعداد والتنظيم ليؤسس المنتدى لنفسه موقعا بين المنتديات الاقتصادية المهمة التي تقام في بلادنا الغالية ، يدعم ذلك المشاركة الكبيرة والمتزايدة من المسؤولين في القطاعين العام والخاص . الجريسي خلال إلقاء الكلمة إن رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لهذا المنتدى دليل ساطع على اهتمامه ورعايته المستمرة للقطاع الخاص باعتباره شريكا مهما للقطاع العام في مسيرة التنمية الشاملة في بلادنا الغالية ، وهو ما أكدته خطط التنمية المتعاقبة في المملكة ، ومثل احد أهم الأهداف الإستراتيجية لهذه الخطط . كما يجسد اهتمامه بالمنتدى باعتباره محفلا مهما يتدارس ما يهم اقتصادنا الوطني من قضايا، وليس أدل على ذلك من إحالته حفظه الله لما يصدر عن المنتدى من توصيات للمجلس الاقتصادي الأعلى لتأخذ طريقها بعد ذلك إلى الجهات الحكومية ذات العلاقة . حضور كثير شهدته الجلسة الاولى وأنوه - بهذه المناسبة – بسعى القائمون على المنتدى ليكون مركزاً فكرياً استراتيجياً لمناقشة القضايا الاقتصادية الوطنية من خلال أسلوب علمي عملي وبمنهجية متميزة سواء في اختيار القضايا التي يطرحها أو في دراسة هذه القضايا من خلال ورش العمل وحلقات النقاش وإسنادها إلى الجهات المؤهلة للقيام ببلورتها وصياغتها وتقديمها . ومن هذا المنطلق فإن الجهات الحكومية تعول على ما يقدم من دراسات في المنتدى للإسهام في بلورة نظرة موضوعية شاملة للتطوير، ولتكون عونا لمتخذي القرار خدمة لاقتصادنا الوطني . فكما يعلم الجميع، فإن أمام أي مسيرة تطوير وتحديث تحديات وعوائق، ولن يكون بالإمكان التغلب عليها دون إخضاعها للبحث والدراسة لبيان السبل المناسبة للحد من آثارها السلبية على التطوير والتحديث. مجموعة من أصحاب المعالي الوزراء باستعراض القضايا التي اختارها القائمون على المنتدى لتكون مدار البحث في هذه الدورة، يلاحظ استمرار المنهج الموضوعي للمنتدى في اختيار القضايا التي يطرحها، وتفرد أسلوبه في التحضير والإعداد لها، واشتراكها في الأهمية البالغة، وبأبعادها الوطنية والإستراتيجية المهمة . كما أنها قضايا حظيت باهتمام خطط التنمية، وبنصيب وافر من الإنفاق الحكومي. ولست بحاجة لاستعراض ما قدمته الدولة في كل من هذه المجالات . حيث يتوقع أن تتناول ذلك بالتفصيل الدراسات المقدمة بشأنها . ومما قد يتفق عليه هو أن هناك تفاوتا فيما حقق من أهداف في كل مجال من هذه المجالات، وهي تحظى باهتمام ومتابعة من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لكي يتناسب ما يتحقق مع الطموحات. ولعلي أشير هنا بشكل خاص إلى موضوع التنمية المتوازنة والتي هي من القضايا التي يبحثها المنتدى في دورته الحالية ، وهي من القضايا المهمة، وتحظى بعناية خاصة ومتابعة مستمرة من قبل خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - من أجل تضييق الفجوة التنموية بين مناطق المملكة المختلفة ، والحد من التركز السكاني في مدن بعض المناطق ، وذلك من خلال تعزيز دور كافة مناطق المملكة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية . إننا نتطلع جميعا أن يسهم المنتدى في الخروج بتوصيات ومقترحات عملية تسهم في دعم جهود الارتقاء باقتصادنا، وتعزيز مساهمة القطاع الخاص كشريك في مسيرة التنمية الشاملة ببلادنا الغالية وبما ينعكس إيجاباً على بلادنا الغالية ومواطنيها الكرام . واختم بما خاطب به خادم الحرمين الشريفين منظمي المنتدى بقوله (نتطلع إلى مداولات اجتماعاكم وآرائكم وتوصياتكم .. والتي ستحظى منا – بمشيئة الله - بما تستحقه من اهتمام وتقدير ومتابعة)". من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض الاستاذ عبدالرحمن الجريسي أن المنتدى يمثل أحد أدوات القطاع الخاص للمساهمة في تعزيز اقتصاد المملكة من خلال دوره كمؤسسة فكرية اقتصادية ترصد وتشخص ما قد يعترض مسيرة الاقتصاد الوطني فالمنتدى يقترح ويصوغ الحلول الممكنة ويضعها أمام صانع القرار لاتخاذ ما يراه مناسباً منها ، وعرج الجريسي على دور المنتدى في دراسة التحديات الاقتصادية العالمية وتعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص بما يصب في قناة دعم هيكل الاقتصاد الوطني وتحسين آلياته للارتقاء والنهوض بالمجتمع . وأضاف رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض ان كل ذلك اكتسب المنتدى سمعة مرموقة جعلته يستقطب ألمع الباحثين والخبراء الاقتصاديين الذين يشخصون القضايا الاقتصادية الملحة ويناقشونها بحيادية وموضوعية تامة لتتبلور في صورة دراسات جادة ورصينة تخلص إلى توصيات مهمة تعالج الكثير من المعوقات . وأكد الجريسي ان ما يمر به العالم اليوم من تحديات اقتصادية عالمية يحتم استمرار البحث حول كل ما يمكن أن يدعم قوة اقتصادنا الوطني ويسهم في تعزيز المعطيات التنموية. من جانبه أكد المهندس سعد المعجل رئيس مجلس أمناء المنتدى أنهم فخورون برعاية خادم الحرمين بالمنتدى منذ انطلاقته الأولى ، وان هذه الرعايه ما هي إلا تعبير عن تقديره أيده الله لجهود المنتدى الحثيثة، والرؤية التي يتبناها لمواجهة المتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية. وأضاف أن اهتمامه الدائم بنتائج وتوصيات المنتدى يشكل دافعاً قوياً لجميع العاملين به، وحافزاً لهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء في سبيل تقديم كل ما يسهم في تنمية وتطوير اقتصادنا الوطني وتحقيق ازدهار ورفاهية المواطنين. وشدد المعجل خلال كلمته أن المحرك الرئيس لما يشهده العالم اليوم من تحولات ومتغيرات سريعة ومتلاحقة هو العامل الاقتصادي، وعرج على ان معالجة المشاكل الاقتصادية وتوفير بنية تحتية وخدمات صحية وتعليمية تحقق للفرد والمجتمع ما ينشده من رخاء اقتصادي وأمان اجتماعي هو الضمان لكل استقرار سياسي وهذا ما يشهده كل منصف في المملكة . وعن أبرز الموضوعات التي ستتم معالجتها أكد رئيس مجلس الأمناء أن المنتدى سيناقش النقل داخل المدن، والتعليم الفني والتدريب التقني ومدى ملاءمته لاحتياجاتنا من القوى العاملة، والأمن الغذائي بين الزراعة المحلية والاستيراد والاستثمار الزراعي الخارجي، وتقييم الاستثمار في المملكة، و التنمية المتوازنة ، وألمح إلى ان هذه القضايا التي يطرحها المنتدى إنما هي ثمرة جهودٍ مضنيةٍ استمرت عامين من قبل كوكبةٍ منتقاةٍ من الخبراء والمعنيين يقترب عددهم من الألف شخصية من كافة مناطق المملكة، إضافة إلى مسئولين حكوميين، وأضاف أنه تم عقد 16 حلقة نقاش داخل مدينة الرياض، وسبعاً أخرى خارجها في مناطق المملكة المختلفة رغبة في توسيع المشاركة، وسعياً لاستقصاء الآراء وجمع الرؤى والمقترحات التي تحقق التنمية المتوازنة على أرض الواقع. وفي ختام كلمته جدد المعجل شكره لمقام خادمِ الحرمين الشريفين لرعايتهِ الكريمة للمنتدى منذ بداية انطلاقته ولسمو ولي عهده الامين ، كما وجه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والذي ظل يمنح المنتدى رئاسته الفخرية حتى دورته الحالية، بل وواصل دعمه ومساندته له منذ كان فكرة وحتى اليوم.