في الموسم قبل الماضي تعاقد الهلاليون مع المدرب العالمي البلجيكي غريتس بطريقة احترافية عالية جداً أشاد بها جميع النقاد والمتابعين، إذ استمرت المفاوضات مع المدرب أكثر من عشرة أشهر شهدت أخذا وعطاء بين الطرفين زار خلالها المدرب الرياض، ووقف على منشآت النادي واشترط الحكم على اللاعبين الأجانب، وفي هذا الموسم تعاقد الهلاليون مع المغمور الألماني توماس دول في مفاوضات لم تتعد الخمسة أيام فقط، وصاحب هذا التعاقد ضجة إعلامية كبيرة تشير إلى أن المدرب لم يحقق النجاح في الأندية التي دربها. الاحترافية التي تعاقد بها الهلاليون مع غيرتس ونقلت الكرة السعودية إلى درجات متقدمة بتطبيق الاحتراف بمفهومه الحقيقي سواء في التعاقد مع المدرب أو بالنظام الذي فرضه من خلال التدريبات الصباحية ومواعد النوم والأكل والعمل الفني الكبير والانضباطية الكبيرة التي يقدمها الفريق داخل الملعب وخارجه اختفت هذا الموسم مع المدرب توماس دول؛ فالفريق الذي ينافس على الدفاع عن لقبه بعشرة انتصارات لم تقنع النقاد والمتابعين وكذلك انصاره والفضل في تلك الانتصارات يعود بعد الله لنجومه المحليين والأجانب؛ وهو هذا الموسم من وجهة نظري أفضل عناصرياً ولياقياً ومهارياً من الموسم الماضي والذي قبله، وكل ما يحتاحه فقط هو مدرب ينظم الفريق داخل الملعب ويعيد للهلال شخصيته الفنية المفقودة داخل الملعب، فهجومه يضرب بقوة، ودفاعه هش جداً يسهل اختراقه من جميع الفرق الأمر الذي ربما يعرضه للتخلي عن لقبه فلديه أربع مواجهات مقبلة ستحدد مصيره في المنافسة على بطولة الدوري. الاحترافية التي قدمها الهلاليون في جلب غيرتس أنتهجها الشبابيون في هذا الموسم بالتعاقد مع العالمي برودوم بنفس "سيناريو" تعاقد الهلاليين مع جيرتس التي نقلت الشبابيين لصدارة الدوري بفضل الانضباط الذي يفرضه برودوم داخل الملعب وخارجه، والحال ينطبق على النصر الذي جلب ما تورانا العاطل عن العمل، وكثير من الأندية التي تتفاوض وتتعاقد في "رمشة عين" الأمر الذي يكبد أنديتنا خسائر مالية فادحة؛ فالمدرب العاطل أو المبعد سيملي شروطه المالية الكبيرة بطبيعة الحال على انديتنا التي سترضخ لشروطه من دون تردد، إذ إن الهدف هو حسم التعاقد مع المدرب في أقل وقت ممكن دون قراءة سيرته الذاتية أو أسلوبه التدريبي وطريقة لعبه. كنا ننتظر من الهلاليين أن يواصلوا عملهم الاحترافي الذي سبقوا به الجميع إلا أنهم عادوا للمربع الأول، ففي الموسم الماضي أحضروا الارجنتيني كالديرون في الوقت القاتل، وهم على علم تام بمغادرة غيرتس الذي حددها بتاريخ محدد إذ كان جدير بهم البحث عن مدرب مرموق في مستوى جيرتس بدلاً من التشبث في جلب المدرب أونيل الذي يوافق في اليوم ويعتذر غدا، الأمر الذي فرض عليهم التعاقد مع مدرب من فئة مدربي الوقت القاتل. خلاصة القول إن قرار إلغاء عقد المدرب وجلب بديله في أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية يعد الأسرع في العالم، ولكن السؤال الموجه للهلاليين من هو البديل؟ فإذا كان البديل أقل من توماس دول فإن استمراره أفضل بكثير من مدرب يأتي ويضغط على الفريق كما فعل كالديرون الذي استلم فريقا جاهزا وفرض عليه معسكرات مستمرة ذات جهد عال ساهمت بشكل كبير في تعدد إصابات اللاعبين.