محمد بن زيد بن محمد العسكر (أبو زيد) مدير التعليم في الأفلاج والقويعية (سابقا) المستشار في وزارة التربية والتعليم (لاحقا)، إبن الدلم البار وابن محافظة الخرج التي سكنها وسكنته، مر في سماء الدلم مسقط رأسه وسماء السيح (بمحافظة الخرج مقر إقامته)، فالرياض والأفلاج والقويعية مسؤولا في خدمة التعليم، ومضى كنورِ شهابٍ ساطعٍ في ليلةٍ ظلماء..! عرفته منذ النشأة أخا وصديقا وابن عم عزيز، وها هو يرحل بعد معاناة مع المرض الذي ألمّ به في السنوات الأخيرة، لكنه يرحمه الله ترك أثرا لا نستطيع أن نتفاداه وهو الحب والصبر والطيبة والتسامح واللطف والعزيمة والإصرار. نعم هو رحل إلى بارئه ولكن صورة وجهه وصدى أنفاسه وآثار كلماته وهمسه ونصائحه وتوجيهاته وكتبه وإنجازاته لا تزال وستبقى خالدة يعتز بها كل من يعرفه، حيث كان يرحمه الله متواضعاً وسمحا ولطيفا ومحاوراً يحترم محدثه، وكان صاحب رأي سديد وحكيم، وقارئ ومصغٍ ومستمع ومتابعً جيد لكافة القضايا التي تهم أسرته ومجتمعه ووطنه، كان صاحب قضية ألا وهي الحرص على سمعته وأبناء أسرته ووطنه ودينه. نعم لقد رحل عنا جسد محمد بن زيد، ولكن روحه واسمه وذكره وفكره حاضر معنا، لم يرحل، فهو باق في قلوبنا أفراد أسرته وفي قلوب رفاقه وأصدقائه وزملائه الذين عرفوه وأحبوه. أخي الراحل أبا زيد.. كل الكلام يتكاسل عن جلال موتك أيها الصديق الوفي، ولمَ لا وأنت الذي كنا نتصفح قلبك فلا نجد فيه غير الحب والصبر والصدق والوفاء والإخلاص لله ثم للمليك والوطن، وللخرج ولأفراد الأسرة على وجه الخصوص. أيها الفقيد الراحل المقيم في قلوبنا، رفيق الدرب، والصديق بابتسامته الجميلة والصبر الأجمل، لقد غادرتنا وأنت الحاضر فينا، وتركت أثراً لا تمحوه السنين من ذاكرتنا، فرحمك الله أبا زيد وجازاك على صبرك وتحملك معاناة المرض وعلى ما قدمت، وألهمنا جميعا أهلا وأقارب وأصدقاء ومحبين الصبر والسلوان. ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت أسباب الموت والموت واحد..! وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.