غلام سائق تاكسي يعيش في بلاكبيرن، التي اشتهرت في السابق بصناعة النسيج في لانكشاير، ويمتلك منزلا بجوار المسجد بالإضافة إلى سيارة نيسان ويعيش حياة غاية في التعقيد. ويعزى ذلك إلى أن لديه عددا كبيرا من الأولاد إلى حد انه يجتهد كثيرا في تذكر أسمائهم، بالإضافة إلى أربع زوجات من اليمن ومصر وتركيا ومن الباكستان موطنه الأصلي. ويبلغ عمر اصغر زوجات غلام 20 عاما وتدعى حفيظة واستقدمها بعلها من المغرب بعد بلوغه سن الخامسة والأربعين في مطلع هذا العام. وهناك في سافيل تاون يعيش وسيم ، سائق عربة توصيل البيتزا البالغ من العمر 27 عاما،حياة أسرية لا تقل تعقيدا، شأنه في ذلك شأن العديد من الآسيويين ذوي الأصول الباكستانية والهندية. وفي عصمة وسيم ثلاث زوجات وتعيش أولاهم وأولادهما الثلاثة معه، بينما تعيش زوجتاه الأخريين في منزلين مستقلين ويقوم بزيارة نسائه مرة كل يومين على التوالي. وأنجب وسيم الكثير من الأولاد ويأمل في أن تنجب له عروسه الجديدة البالغة من العمر 19 عاما المزيد. وكانت مسألة تعدد الزوجات قد أثيرت مؤخرا من قبل النائبة البرلمانية البارونة فلاذر المولودة في لاهور عندما حذرت مجلس اللوردات حول كيفية قيام العديد من المهاجرين من الباكستان وشبه القارة الهندية باستغلال نظام الرعاية الاجتماعية من خلال اللجوء للتعدد على حساب دافعي الضرائب البريطانيين. وتقول البارونة فلاذر موضحة،" يعامل نظام الرعاية الاجتماعية الزوجات على أنهن أمهات عازبات ومن ثم يعتبرهن مؤهلات للحصول على كامل مستحقات العزاب. وعليه فان بإمكان كل الأسر التي يعيلها الرجل نفسه أن تحصل على فوائد نظام الرعاية الاجتماعية الذي يعامل هذه الأسر على أنها لا صلة قرابة بينها." وعلى الرغم من أن الحكومة تقول إن هناك 1000 أسرة تعددية في المملكة المتحدة، يقول باحثان اجتماعيان احدهما ذو أصول هندية والآخر باكستانية إن العدد يمكن أن يصل إلى حوالي 20 ألف أسرة. وقال الباحثان إن نظام الرعاية الاجتماعية يشجع على التعدد ذلك انه يعامل الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة على أنها عازبة ومن ثم تحصل على منزل والعديد من الفوائد المادية لها ولأطفالها. ويعنى هذا أن بإمكان الرجل أن ينتقي زوجة جديدة (من أي مكان بالعالم) وينجب منها العديد من الأطفال دون أن يحمل على عاتقه إصر إعالتهم ورعايتهم والإنفاق عليهم. ولتفادى الخروج على قوانين الزواج المعمول بها في بريطانيا، يعقد المسلمون الآسيويون عقدة النكاح داخل بيوتهم أو في المساجد. وهذه الزيجات غير معترف بها رسميا ولذلك لا تظهر في الإحصاءات الحكومية ولا تتمتع بأي وزن قانوني. كما أنها لا تحصى لدى تقييم مدفوعات الرعاية الاجتماعية. ويتمثل أسلوب آخر في أن يتزوج الزوجان بطريقة قانونية وفقا للقانون البريطاني ثم يتطلقان ثم يتزوجان وفقا للشريعة الإسلامية . وعندئذ تصبح الزوجة مستحقة لفوائد الرعاية الاجتماعية باعتبارها عازبة . أما الرجل فانه يصبح بإمكانه أن يستقدم امرأة أخرى من الخارج ويتزوجها زواجا قانونيا في بريطانيا. وكذلك يحتال الرجال على النظام من خلال استقدام العرائس كمربيات لأطفالهم أو كراعيات لأقارب مرضى ، وتحصل العروس على تأشيرة زائر لمدة عام ثم تختفي في مجتمع الآسيويين المحلي المغلق بإحكام ، ومن ثم تحصل على أموال من الرعاية الاجتماعية. وفي حين أن الرجال دأبوا على التذمر من أن زوجاتهم وأطفالهم يأخذون معظم دخلهم، فان واقع الأزواج المتعددين يؤكد على أنهم كلما أنجبوا المزيد من الأطفال كلما تدفق المزيد من المال في ايدى زوجاتهم وأطفالهم. ويقول طارق علي البالغ من العمر 45 عاما ومؤسس جمعية خيرية في دارون بلانكشاير،" يقترن الرجال بزوجات من بريطانيا بالإضافة إلى بعض الدول الإسلامية والمكانين الجديدين المفضلين لدى هؤلاء الآن هما تركيا والمغرب حيث يستطيع الرجل قيادة سيارته إلى هناك ويعود مصطحبا عروسه الجديدة." ويضيف،" ترغب العديد من الفتيات في القدوم إلى بريطانيا اعتقادا منهن ومن ذويهن بأنها ستتمتع بحياة أفضل حتى ولو كانت الواحدة منهن زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة .