ولد في الاسكندرية 1983م ونشأ بها ونسب إلى جده المهاجر من تونس إلى مصر، كان ذكياً موهوباً شغوفاً بالقراءة فقال الشعر الشعبي وهو صغير ونبغ فيه حتى صار من أعلامه. أدركته (حرفة الأدب) فأصدر مجلة (المسلة) 1919م ثم (الخازوق) وكلاهما ساخرتان لكنه - رغم موهبته - سيىء الإدارة للمال فأفلس واغلقت المجلتان وضاقت به الحال.. ثم نفي إلى تونس بسبب مقالة لاذاعة، ولكنه لم يطق رؤية قمع المستعمر الفرنسي فهاجر إلي باريس وراسل عدداً من الصحف والمجلات المصرية مقابل مكآفات محدودة بالكاد تجعله يعيش ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى قطعت عنه المكافأة فذاق الجوع وعمل طباخاً عند زكي مبارك الذي لم يكن أحسن منه حالاً، وله مذكرات عن حياته البائسة في باريس قد نوردها يوماً. وبعد نفي وتشرد عاد إلى مصر التي يحبها والشعر يجري على لسانه كما يجري النهر ببساطة موهوبة وخيال خصيب، فغنت (أم كلثوم) كثيراً من قصائده «ظلموني الناس» هو صحيح الهوى غلاب» «بطل السلام» «هلت لليالي القمر» «بالسلام وبالمحبة» «بعد الصبر ما طال» «الحب كدا» «شمس الأصيل» «دعاني لبيته» «يا صباح الخير» وغيرها. وأم كلثوم بموهبتها تميل إلى الشعر السهل الجميل كما تميل الفراشات إلى رحيق الزهور.. وشعر بيرم يجمع الجمال مع البساطة ورقة الخيال: «شمس الأصيل ذهبت خوص النخيل يانيل» «تحفة ومتصوره في صفحتك يا جميل» «والناي على الشط غنى والقدود بتميل» «على هبوب الهوى لما يمر عليل.. يا ليل» «انا وحبيبي يا نيل نلنا امانينا» «مطرح ما يرسي الهوى ترسي مراسينا» «والليل إذا طال وزاد تقصر ليالينا» «حبيبي لما يوعدني، تبات الدنيا ضاحكالي ولما وصله يسعدني، ما أفكر في اللي يجرى لي ينسيني الوجود كله، ولا يخطر على بالي» ولبيرم أشعار ساخرة كثيرة ضمها ديوانه الكبير الذي تطرق لكل الأغراض، وقد رأى المرأة تدخل البرلمان في فرنسا فقال معتقداً ان المرأة رسول السلام: «ميت ألف راجل بما فيهم من الشنبات ما يجوش في ضافر صباع واحدة من الستات مهوش عجب كل يوم تنقلب البورصات سعر النهار ده الاراضي تنقلب سموات» «دخلوا على البرلمان في خفة العصافير بدون ليحيا وليسقط ولا تجعير وبدون فضايح ولا فوضى ولا تكسير باتت لكل اللغات تتجاوب الاذاعات يا سيداتي اهجموا وتقدموا على طول خطوا كمان خطوه واحدة تبلغوا المأمول ايد المره في الزمان ده كل حاجه تطول والخيبة راكبة الرجال اللي اسمهم بهوات» يا ريت وزارات زمان كلها فساتين وبرلمانات زمننا تمتلي حلوين فما كانش نص الخلايق يندفن في الصين ايه اللي نابنا من الاقطاب والاساطير غير الهموم والنكد والحرب والأزمات» وينتقد انسياق العرب والمسلمين لتقليد الغرب في الطالح قبل الصالح، وخاصة (الموضة) ويتمنى ان يعمم الإسلام فرنسا ليعم العفاف العالم: «باريس تقول قصروا الفساتين.. نقصرها ترجع تقول طولوا. حالاً نجرجرها وفي الصيف زرروا الأرواب.. نزررها» «وتقول باريس احلقوا الشنبات.. نحلقها وتقول لنا الدقن مودة اليوم.. نلزقها وتقول لنا استعملوا الشورتان.. نسبقها» «وتقول (فينا) ارقصوا.. نحيي ليالينا وتقول (موناكو) العبوا.. نفتح نوادينا وتقول (جلاسكو) اشربوا.. نسكر لها طينا» «عميان وعايزين لنا مجانين تسحبنا ولو يخوضوا بنا الاوصال يعجبنا مين شاف خلافنا أمم بتحب جزارها؟!» «يا رب تسلم باريس وتصوم وتصلي وتكون موضتها سبح والا طرح تلي عشان ما تصبح سعاد وام الهنا ونيللي غير ربنا ذو الجلال ما يشوفش ظوفرها»