بتقديم جاء للتاريخ.. في المقدمة التي سجلها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية،- يحفظه الله- في كتاب (سلمان) الذي يتناول سيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع - يحفظه الله- بالكلمة والصورة، والذي يدشن مساء اليوم بحضور الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بمنتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية في دورته الخامسة في مركز الملك فهد الثقافي. وفي مقدمة كتاب (سلمان) تأتي كلمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حبا ووفاء بقوله: تقوم مؤسسة التراث الخيرية بجهود مشكورة لحفظ التراث، وإصدار الكتب المصوّرة عن ملوك المملكة، والبارزين من رجالاتها، وفي هذا الكتاب تقدم المؤسسة لفتة وفاء لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وترصد بعضاً من الجوانب التاريخية لمسيرة سموه الملأى بالإنجازات، التي بدأتْ مُعايشتي لها عند دخول سموه معترك العمل السياسي، حيث عمل بالنيابة عنِّي حينما كنتُ أميراً لمنطقة الرياض، حينذاك أيقنتُ أن همّته ستبلغ به المُنى يوماً ما، فكان له بفضل الله ثم بعزمه ما أراد.. عركته الحياة وتقلّباتها فما زاده ذلك إلا توهجاً وصفاءً، ونهل من معين الوالد المؤسس- طيب الله ثراه - جميل الصفات، وعذب السجايا، وتميز بخصائص قَلّ أن تُوجد في كثير من الرجال، أحبّ وطنه وتفانى في خدمته وخدمة ساكنيه، احترم كبيرهم، وتواضع لصغيرهم، وتجاوز عن مُسيئهم، وقدّر محسنهم، وقرّب مخلصهم، سَاسَ الأمور بحنكة وحكمة، واستشعر أهمية الوقت لقضاء حوائج الخلق، واستخدم فراسته ومعرفته لمعادن الرجال لاصطفاء من يوليه أمراً من أمور الناس، عَلِمَ أن دعْم القرآن وإغاثة الملهوف وذي الحاجة مما يُستجلبُ به رضا الخالق وسعادة المخلوق، وأن الإيثار والأخوة الحقة لا تنالان بالأماني، بل بالتضحية وإيثار الآخرين على الذات، ولعل موقف سموه مع شقيقيه الراحلين الملك فهد بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمهما الله يجسِّد ذلك المعنى بأصدق صُوَرِه. وجاء في مقدمة سموه أيده الله قوله: عَلِمَ أن سعة المعرفة سلاح الحاضر، فحرص على سعة الاطلاع والقراءة في مختلف العلوم، ولهذا وغيره مما اتّصف به سموه من حنكة، وحكمة ودراية، فقد أصبح يمثل ركيزة أساسية من ركائز صنع القرار السعودي، وشريكاً فاعلاً يُستلهم منه الرأي الصائب؛ ولهذا فليس بمستغربٍ أن يدرك المقام السامي الكريم أنّ سموه خير من يخلف سلطان الخير- رحمه الله- في وزارة الدفاع.. ختاماً ... فإن تخليد ذكرى البارزين، وتسطير سيَرهم وإنجازاتهم دليلُ عرفانٍ على مآثرهم ومنجزاتهم، وحافز للآخرين إلى اقتفاء خطاهم السائرة إلى الرقيّ والرفعة دوماً". وفي تصريح لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة التراث الخيرية، أكد سموه إلى أن الكلمات التي خطها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز في مقدمة كتاب (سلمان) ما هي إلا لفتة كريمة من لدنه في سيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. موضحاً سموه بأن الكتاب يرصد مسيرة الأمير سلمان وعطاءه في خدمة المملكة العربية السعودية، من خلال مجموعة نادرة من الصور التي تسجل محطات تاريخية لسموه في مواقف مختلفة، ويأتي إصداره متزامناً مع حفل تكريم سموه بوصفه الشخصية المكرمة للمنتدى. وأضاف سموه بأن الكتاب جاء في طباعة متميزة يمثل جهداً متواضعاً من مؤسسة التراث الخيرية تسهم به في التعريف بسمو الأمير سلمان، والوقوف عند محطات مهمه في حياته وإسهاماته، فهو إلى جانب دوره القيادي بوصفه أحد أركان هذه الدولة المباركة، وتجربته الثرية في مجال الإدارة والحكم المحلي يعدّ رائداً في مجال العمل الثقافي، وحماية التراث الوطني، وعلماً في مجال العمل الخيري والإنساني، وها هو ذا يواصل عطاءه من موقعه وزيراً للدفاع، وحامياً لتراب الوطن. كما شكر سموه الشركة السعودية للأبحاث والنشر على دعمها المتمثل بطباعة الكتاب، ووصفها بالشريك الدائم لمؤسسة التراث الخيرية.. منوها سموه بأن التراث تعتز بإصدار هذا الكتاب المصوّر عن سيرة الأمير سلمان،-يحفظه الله- بعد أن تشرفت بإصدارات مماثلة لمؤسس المملكة وملوكها، رحمهم الله. يذكر أن التراث مؤسسة وطنية خيرية لا تسعى إلى تحقيق الربح كهدف أساسي، أنشأها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود سنة 1996م انطلاقاً من حرص سموه وعنايته بالتراث، وهي تعمل على إعادة صياغة المفهوم الوطني للتراث، وتأكيد أهميته، كعنصر متجدد يستمد جذوره من الماضي، ليسهم في انطلاقة حضارية واثقة إلى مستقبل أكثر إشراقاً. ويمتد نشاطها ليشمل عدداً من المجالات المتعلقة بالمحافظة على تراث المملكة العربية السعودية بشكل خاص، والتراث العربي والإسلامي بشكل عام.