احتشدت مئات الحضور من السيدات من مختلف مناطق المملكة في الملتقى الأول للمرأة السعودية والذي بدأ فعالياته السبت الماضي في قاعة الملك فيصل بفندق الانتر كونتيننتال بالرياض تحت مسمى (المرأة السعودية مالها وماعليها) برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وبحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح الحصين وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات الفكرية والدينية والاقتصادية من الجنسين. وحول مايتعلق بالجانب النسائي حضرت حشود من السيدات لمواكبة الفعاليات وإلقاء الضوء على قضايا المرأة السعودية والمشاركة في أوراق وورش العمل المطروحة فكان ل "الرياض" هذه اللقاءات مع بعض الحضور. د. رقية المحارب: الملتقيات يجب أن تتبناها جهات أكاديمية رسمية بداية قالت الدكتورة هيا هلال صدقة من جامعة الملك عبدالعزيز أستاذ مساعد في قسم أصول التربية الإسلامية إن الملتقى رائع والمواضيع جميلة وتعتبر من أهم القضايا التي تهم المرأة التي بصلاحها يصح المجتمع كله، فقد أعجبني كثيراً مجموعة الضيفات والأهم من ذلك كله أن النشاط جاء في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لمثل هذه الملتقيات وتحديداً في الوقت الراهن وننتظر تفعيل التوصيات فهي الأساس في نجاح الملتقى وأنا متفائلة جداً." ومن المنطقة الشرقية حضرت مسؤولة من جمعية وئام منى العدساني متأملة نجاح الملتقى مثنية على ما رأته من أوراق عمل وورش تعتقد أن المرأة السعودية بأمس الحاجة إليها لاسيما وأنها تفتقر المعرفة بحقوقها رغم وصولها إلى درجات علمية عالية على -حد قولها-. هدى الجريسي: اختلطت صورة العادات والتقاليد بالتشريعات الإسلامية أما سيدة الأعمال هدى الجريسي فتعتبر الملتقى فرصة مناسبة لتوضيح الأمور التي تعرقل عمل المرأة لاسيما في الجانب الاقتصادي. وقالت: "إن في اللوائح والأنظمة ما يتطلب فعلاً التعديل حتى لا يكون أمام المرأة السعودية عقبات تحول بينها وبين ممارسة عملها ضمن إطار الشريعة، حيث اختلطت صورة العادات والتقاليد بالتشريعات الإسلامية". وقد ضربت الجريسي مثالاً على ذلك عمل السيدة خديجة رضي الله عنها في مجال التجارة وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم موظفاً لديها بما معناه أنها امرأة ولديها موظفون من الرجال حيث لم يمنع الإسلام استثمار المرأة وعملها مع الرجال ضمن أطر معينه...متمنية في الوقت ذاته تفعيل التوصيات على أرض الواقع. عزيزة اليوسف: استخدام الولي لصلاحياته يتسبب في الأذى والخطر على المرأة وتتأمل سيدة الأعمال عزيزة محمد اليوسف مناقشة مسألة الولي حيث ترى أن ما يطبق بشأن هذه المسألة مجرد عادات لا علاقة لها بالدين بل قد تخالف الدين في بعض الأحوال. وتتابع حديثها: "بأنه قد تحدث خلافات مع الزوج وقد يتسبب هذا الزوج بالكثير من الأذى لزوجته وأبنائه بدافع الكيد والظلم تحت مظلة الولي". وتتساءل قائلة " كذلك السيدة التي تجاوزت الخمسين من عمرها وولي أمرها قد يكون شاب لم يتجاوز العشرين عاماً هل هذا من الشرع ...؟ الولي الذي بدونه لا تدخل المدرسة ولا تتوظف وحتى العمليات الجراحية تتطلب موافقته مهما بلغ بها العمر...والسفر وغيرها." كما انتقدت عزيزة اليوسف "النظام الذي يسمح لمن لديها ورقة صفراء على حد تعبيرها بالسفر دون محرم ويمنع أخرى برفقة والدها أو أخيها أو ولدها بحجة أن زوجها هو الولي في حين الشرع الإسلامي قال محرم ولم يقل ولي"، معتبرة في الوقت ذاته "إن استخدام الولي لصلاحياته التي لا علاقة لها بديننا تتسبب بالأذى والخطر على المرأة"، واقتراحت طرح موضوع قيادة المرأة للسيارة والذي تعتبره حقها المشروع في التنقل تماماً. وتقترح طرح موضوع قيادة المرأة للسيارة والذي تعتبره حقها المشروع في التنقل تماما مثل حقها في المأكل والمشرب وتقول «اما قولهم ان المجتمع غير جاهز فأنا أقول ان المجتمع سيجهز حتماً عندما يخرج القرار من ولي الأمر والدليل على ذلك عندما صدر قرار خادم الحرمين الشريفين «نصير المرأة» في حق المرأة بمجلس الشورى وقد كنا نناقشه العام الماضي ويقال لنا مستحيل تطبيقه مع مجتمعنا..! والآن نجده لقي التأييد والقبول من المجتمع لأنه صدر من الملك عبدالله حفظه الله.. مجتمعنا ينقسم من وجهة نظري الى ثلاثة اقسام، فالأول سيعارض لأنه يخالف كل أمر لولي الأمر والثاني سيعارض لأنه يخاف من سحب السلطة من تحت يده ،أما القسم الثالث فسيعارض لأنه غير واعٍ أو غير فاهم فإذا صدر القرار من ولي الأمر سرعان ما ستتوحد الآراء وتتحد الاقسام الثلاثة تحت أمر خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره. من جانبها قالت لطيفة أبو نيان المديرة العامة للإشراف الاجتماعي النسائي بوزارة الشؤون الإجتماعية بمنطقة الرياض "نضع الكثير من الآمال على هذا الملتقي الرائع في فكرته وتنظيمه وموضوعاته المطروحة والتي سوف تساهم في معرفة تحديد أدوار المرأة ومدى مساهمتها في تنمية المجتمع في جميع القطاعات والتركيز على أنها العصب الأساسي في الأسرة وبالتالي المجتمع كله." أما سلمى حمزة سيدة أعمال وفنانة تشكيلية فتعبر عن قضاياها الاجتماعية من خلال فرشاتها على حد تعبيرها وتضيف " أتابع منذ فترة طويلة الحركة النسائية السعودية، مطالبة بتطبيق التوصيات على أرض الواقع ولا تبقى قيد الأدراج- على حد تعبيرها- وتشيد الدكتورة رقية المحارب بالجهود المبذولة في الملتقى لاسيما المشاركات وتثني على مستواهن الأكاديمي والثقافي واللاتي أتى بعضهن من مناطق المملكة للمشاركة في النشاط المعني وتعتقد أن المواضيع تحتاج إلى إضافة وتقول إن من وجهة نظرها المواضيع كانت أقل من الطموح وأن يومين اثنين لطرح كل تلك القضايا لا يكفي مطلقاً وتتطلع الدكتورة المحارب إلى أن تقام مثل هذه الملتقيات على مستوى دولي خاصة الجامعات والجهات الأكاديمية. وأضافت قائلة " في الخارج أرى أوراق عمل وورش عمل و أقول في نفسي نحن في وطننا أولى من أن تكون في بلد آخر." ودعت الدكتورة المحارب لضرورة تعاون الجهات المعنية في تسهيل قيام الملتقيات والمنتديات والمؤتمرات حيث يواجه القائمات والقائمون عليها صعوبة في الإجراءات، وتؤكد على ضرورة أن تقام هذه الأنشطة تحت دعم ورعاية الدولة حتى تكون أقوى في نتائجها وتفعيل توصياتها موجهة إلى أهمية تكثيف إقامة هذه الأنشطة التي تنشر الوجه الجميل للمجتمع؛ الوجه الذي يحمله الأكاديميون والمثقفون وقادة الرأي في وطننا. وتمنت في ختام تصريحها ل "الرياض" أن تطرح الملتقيات المواضيع الأكثر أهمية على أن تتبناها جهات أكاديمية رسمية بحيث تكون أوراق العمل ورقات تأخذ زخمها الأكاديمي والعلمي وأن تجد الدعم القوي من الدولة. وتوضح قائلة " لأنها إذا كانت على مستوى أكاديمي ومستوى وزاري مثلاً وتدعمها الدولة ستكون لتوصياتها منحى أقوى من منحاها من أن تكون تلك التوصيات من جهات أو مراكز تطوعية أو بحثية- مستدركة- أنها لست أقلل من الجهود الأخرى بل على العكس جهود رائعة يشكرون عليها ولكننا نحتاج أن تحظى مثل هذه الأنشطة بدعم الدولة." فايزة البدر من قسم الأحوال المدنية بمنطقة الرياض أختصرت رأيها بقولة" المهم النتائج .. النتائج فقط .." ومن مدينة الطائف حضرت الدكتورة منال القرشي من جامعة الطائف لمعايشة الملتقى والاستفادة من المواضيع المطروحة حيث تقول " الملتقى خطوة جيدة ولكنني تمنيت لو كانت الموضوعات المطروحة أقرب إلى واقع المرأة وما طرح أجده رغم جماله مجرد تنظير. نريد الواقع وخطوات فعلية .."