جرح خمسة جنود فرنسيين من قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني بعد استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة خلال مرورها على طريق عام البرج الشمالي شرق مدينة صور وكانت العبوة بحسب بيان صادر عن الجيش اللبناني موضوعة داخل حاوية نفايات. إصابة أحد الجنود حرجة كما اصيب بعض المدنيين الذين تم نقلهم الى مستشفيات المنطقة.وعلى الفور فرضت قوى الجيش طوقا امنيا حول مكان الانفجار، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف عليه، وتولت الشرطة العسكرية بالتنسيق مع شرطة القوات الدولية التحقيق في الحادث باشراف القضاء المختص. ويكتسي هذا الانفجار الثالث من نوعه في غضون 5 أشهر ذو أبعاد خطرة على الاستقرار وخصوصا في ظلّ الحوادث الجارية في سوريا ومخاطر أن تتحول هذه القوات الى "صندوق بريد" يتبادل عبرها الفرقاء الرسائل، وأبدت جهات لبنانية في الأكثرية مخاوفها من أن تكون " ثمة جهات تريد أن تنسحب قوات "اليونيفيل" لتخلو الساحة الجنوبية لإسرائيل". ونشات مخاوف من إمكانية انسحاب هذه القوات وخصوصا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان بعث في آب الماضي برسالتين تحذيريتين الى رئيسي الجمهورية والحكومة في لبنان تفيدان "بان بلاده قد تعيد النظر في مشاركتها في "اليونيفيل" اذا تعرضت لاعتداء آخر"، . إلا أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قال أمس ان فرنسا "مصممة على مواصلة التزامها في قوات اليونيفيل" في لبنان ولن "ترهبها" اعمال مثل التفجير الذي استهدف دورية فرنسية دولية". وقال جوبيه في بيان "ادين باشد العبارات الاعتداء الجبان" الذي وقع صباح الجمعة مستهدفا دورية فرنسية ضمن قوة "اليونيفيل" واسفر عن اصابة خمسة جنود دوليين فرنسيين ومدني في صور جنوب لبنان". واضاف جوبيه ان "فرنسا تدعو الى توضيح ملابسات هذا الاعتداء بشكل كامل، اننا ندعو السلطات اللبنانية الى بذل كل الجهود من اجل محاكمة المسؤولين" عنه، مؤكدا ان باريس لن تتسامح مع النيل من امن العسكريين المنتشرين في لبنان في اطار قوات السلام الدولية. وتابع جوبيه انه "لا بد من ضمان امن وحرية حركة جنود اليونيفيل ولا بد من بذل كل الجهود من اجل تفادي مثل هذه الاعتداءات"، معتبرا ان "اليونيفيل تقدم مساهمة اساسية من اجل اقرار السلام والامن في لبنان في محيط اقليمي غير مستقر". وأدان رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء في لبنان الإنفجار . وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ان العمل الإرهابي الذي استهدف الوحدة الفرنسية العاملة في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان اليوم، انما يهدف الى الضغط على هذه القوات للانسحاب وافساح المجال امام عودة النشاطات الارهابية". ورأى ان "فرنسا لن ترضخ لمثل هذه الضغوط وهي التي بذلت التضحيات من اجل السلام في لبنان والعالم، كما ان المجتمع الدولي لن يسمح بعودة الإرهاب للعمل في عواصم العالم الكبرى كما فعل سابقاً". واضاف "لا ينبغي مطلقاً ان تؤدي مثل هذه الأعمال الى تعطيل عملية السلام او تدفع قوات الطوارىء الدولية في الجنوب الى الانسحاب". وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ادان الانفجار الذي استهدف الدورية الفرنسية. وعبر ميقاتي خلال ترؤسه إجتماعا أمنيا موسعا اليوم عن "تضامن لبنان دولة وحكومة وشعبا مع القوات الدولية وادانة الاعتداءات التي تعرضت لها". وقال في تصريح له "ان لبنان يعتبر أن هذه الجرائم لا تستهدف القوات الدولية فحسب، بل تطال امنه واستقراره وامن اللبنانيين جميعا والجنوبيين خصوصا الذين باتت تجمعهم مع "اليونيفيل" علاقات صداقة ومودة وتعاون، ولعل احتضان الجنوبيين للجنود الدوليين خير دليل على ذلك".