تخلصت العديد من الفتيات، من تكاليف الزواج، والبذخ الذي يفرض في مراسم الزفاف، باتباع حيلة السفر للخارج. وكنوع للتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بعض الشبان، الراغبين في الزواج، وكمشاطرة من الفتيات مع أزواجهن، بدأ التخلص من استئجار القاعات، واستبدالها بما يعرف اصطلاحا «السفر لقضاء شهر العسل». ويعني هذا المصطلح للفتيات، إنهاء لأي مراسم للزواج بحسب العرف الاجتماعي، وإنقاذ من أعباء تكاليف الزواج. وتعتبر بعض من نجحن في تمرير الحيلة على الأهل والأقارب أن لذلك مبرراته الاقتصادية: «فهذه النفقات تتجه إلى تأسيس منزل الزوجية، بدلا من إنفاقها في ليلة واحدة مع توابعها المرهقة والمكلفة». وترى العروس علياء ساجر أنه: «ببساطة السفر إلى الخارج لمدة أسبوع أو أسبوعين أقل تكلفة من كل مظاهر الزواج التي نتبعها، فمنزلنا أولى بالصرف عليه من ليلة واحدة تعادل شراء كثير من الأجهزة التي نحتاج إليها، وبما أنني وزوجي موظفان، فدخلنا لا يكفي لمثل هذه المنصرفات العالية، ولذلك فكرنا في السفر عن قناعة، فنحن بعد عقد النكاح أصبحنا زوجين، والحفل مجرد تعبير اجتماعي مرهق ومكلف في هذا الزمن، ولذلك قررنا السفر كشهر عسل وإكمال احتياجات منزلنا بالمبالغ التي كنا سنصرفها على الزفاف، وتأجير القاعة والعشاء وغيره من النفقات غير الضرورية». وتتفق العروس المرتقبة العنود مع ذات الرأي فهي تستعد حاليا لزواجها الذي بقي عليه شهر: «زوجي موظف، وأنا لا أعمل وتنقصنا أشياء كثيرة في الشقة، وبعملية حسابية بسيطة وجدنا أن تكاليف حفل الزفاف يمكنها أن تساعدنا في شراء كثير من النواقص، فيما لو ذهبنا إلى سورية كشهر عسل فإن التكلفة تصل إلى الثلث تقريبا، ولذلك اتفقنا على إلغاء الحفل والاكتفاء بعشاء محدود ومن ثم السفر والعودة إلى منزلنا، وقد أكملنا احتياجاته حتى يصبح قابلا للعيش فيه بكامل الأشياء الضرورية له». ويشير العريس الحسن محمد الذي يستعد حاليا لإكمال زواجه، إلى أنه سمع عن مثل هذا السفر للاستغناء عن فكرة القاعة وحفل الزفاف بسبب تكاليفه العالية: «وأجدها فكرة ممتازة خاصة أنها توفر بالفعل مبلغا كبيرا، فالمؤكد أنني وخطيبتي بعد الملكة أصبحنا زوجين، ولذلك فليس هناك ما يمنعنا من السفر، كما أن الحفل ليس شرطا أو واجبا ضروريا لإكمال الزواج ولذلك يمكن الاستغناء عنه والاستفادة من تكاليفه، خاصة أننا نبدأ حياة جديدة تترتب عليها كثيرا من المسؤوليات والاحتياجات، وعندما يكون العريس موظفا مثلي، فإنه مضطر للتعامل مع مصروفاته بدقة أكثر بسبب المسؤوليات التي تقع على عاتقه».