انتقلت ثقافة شهر العسل إلى بيئاتنا العربية وأصبحت جزءا من متطلبات الزواج العصري، وتباينت الآراء بشأنها. وفيما يراها البعض ضرورية لنجاح الزيجات، يؤكد آخرون أنها ليست ذات أهمية بل ترهق ميزانيات العرسان بالنفقات المتزايدة. لم تتخيل نورة. س بعد حفل زواج باذخ حضره الأهل والأصدقاء أن تعود من شهر العسل بورقة طلاق ظل سرها مخفيا حتى الآن، وظل فستان الزفاف الذي اشتراه عريسها بأكثر من 30 ألف ريال دليلا على خطورة البذخ في الزفاف، وبعد ليلة تعج بالفرح والزغاريد لم يكن شهر العسل عسلا كما اعتقد العريسان بل كان فترة فاصلة أثبتت لهما أنه نهاية الزواج. من جانبها، تعتبر عائشة الخراشي شهر العسل شيئا أساسيا وفترة جميلة لتفاهم العروسين بعيدا عن ازدحام المهنئين، وتعرفهما على بعضهما البعض لضمان استمرار حياتهما الزوجية. وفضلت منى نايل أن تتنازل عن حفلة الزواج مقابل حصولها على رحلة لم تحلم بها من قبل مع شريك حياتها، وتشير إلى أنها من أسرة محافظة لم تتعد حدود المملكة وتحلم بالسفر إلى الدول الأوروبية، لكنها تخشى من عريسها المجهول في هذه الرحلة. وتتناقل بعض الأوساط النسائية قصة تخلي عريس عن عروسه في مطار دولة أجنبية أثناء تواجدها في إحدى دورات المياه والتحق بالطائرة وبقيت العروس تبحث عنه حتى تواصلت مع أهلها وخلصوها من هذا الزوج الذي لا يعرف المسؤولية، فيما تحكي قصة أخرى شجارا دار بين الزوجين تخلى فيه الزوج عن إنسانيته وترك الزوجة تبحث عن عريسها وتركها في ثوب زفافها الأبيض. وتبقى الأسواق سببا لاندلاع الشجار في شهر العسل، حيث لا تستطيع المرأة مقاومة رغبتها في شراء بضائع جميلة في أسواق تراها لأول مرة، بينما خرج الزوج لتوه من مصاريف وديون كثيرة ويظل حائرا بين أمرين غضب عروسه أو تكالب الديون عليه. يقول الشاب محمد. غ إن أسرة خطيبته اشترطت عليه تنظيم رحلة خارجية لعدة دول لكنه صارح العروس وطلب منها أن تتنازل عن الطلب لعدم مقدرته، لكنه وعد برحلة داخلية لربوع المملكة، لكن أهلها ورغبة في إسعاد ابنتهم جعلوا تلك الرحلة هدية منهم لهما. وتتخوف أماني النجدان من الطائرة والسفر للخارج، بينما تخشى أن ترفض عرض العريس المحب للسفر والتنقل، وتعترف بأنها تشعر بفوبيا الطائرات وتتمنى لو يعدل العريس عن فكرته ويهديها رحلة داخلية بالسيارة. وسافرت هدى الشامسي لأكثر من دولة عربية منذ أكثر من 15 سنة وتعتبرها ذكرى لاتنسى، وتعتبر شهر العسل من الطقوس المهمة للزوجين قبل قدوم الأبناء وانشغال الزوجين بهم، لكنها تشترط قدرة الزوج لهذه الرحلة ولا تؤيد التكليف الزائد أو اختيار الفنادق الفخمة والأسواق الكبيرة، وتتمنى أن يكون شهر العسل مفتاحا جيدا لتواصل الزوجين وتعرفهما بشكل أكبر. وأشارت الإخصائية النفسية سوسن مبارك إلى أن شهر العسل أصبح تقليدا بين الفتيات ومظهرا من مظاهر التفاخر فيما بينهن مع تجاوب الأسر، مضيفة أن شهر العسل يمكن تقبله في حال القدرة، ولكنه مرفوض إذا كان قد يؤثر على ميزانية الأسرة.