إذا ذُكر تاريخ الصحافة السعودية فإن «هاشم عبده هاشم» يأتي ضمن قائمة طويلة تضم عمالقة في بناء الصحافة السعودية. يتميز «هاشم عبده هاشم» بأنه صاحب مدرسة صحفية قائمة بذاتها، هو صحفي من أخمص قدميه حتى شعر رأسه، من إيجابياته لا يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، جعل من «عكاظ» امبراطورية، ورفيقة حياة، وسيدة مجتمع، يتابع تحركاتها كل الناس، في سباقها مع رصيفاتها نحو الصدارة، وحقق لها عملياً، ما دفعها لاتخاذ خطوات حاسمة إلى الأمام، وعلى المستويات كافة. ومع أن الرجل لم يزعم أنه حقق ل«عكاظ» ما عجز عنه الآخرون، إلا أن الكثيرين من أقرانه، وأولهم الأستاذ تركي السديري (رئيس تحرير صحيفة الرياض) رأى أن هاشماً ارتفع بمستوى «عكاظ» وحوّلها من مجرد صحيفة عادية إلى منبر إعلامي، ضم مختلف الأطياف الاجتماعية، وأصبحت «عكاظ» تتحرك على مستوى الوحدة الوطنية، والتحقيق الفعلي لها. زاملته في «عكاظ» سنوات نائباً لرئيس تحريرها، اختلفت معه كثيراً، وكنت أناقشه في بعض القضايا التحريرية والإدارية بحدة، إلا أنها لم تترك آثاراً سيئة على العلاقات الإعلامية، ناهيكم عن مجمل العلاقات الإنسانية، التي أعطيها أهمية قصوى، ومؤسسة إعلامية بدون علاقات إنسانية، أشبه بأعجاز نخل خاوية، ومن ثم فهي ترسم حاضرها ومستقبلها من ثقافة من يديرها، ومن تنشئته الاجتماعية، وتربيته الأخلاقية، وأسلوب تعامله، وإذا خلت أي مؤسسة إعلامية من هذه القيم، فلن تكون وظيفتها سوى هدم ما بناه غيرها.