اجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ونظيرهم الروسي امس، في محاولة لتهدئة التوترات المتزايدة حول نظام الدرع الصاروخية الذي يريد الحلف نشره في أوروبا . وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله قبيل الاجتماع في بروكسل :"ستنعم قارتنا بالأمن فقط مع روسيا وليس ضد روسيا" .. لا ينبغي أن تعتم اللهجة الحادة الحالية على حقيقة أننا نتعاون بالفعل بشكل جيد". ومن ناحيته ، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ :"سنواصل مناقشة (هذه القضايا) بصبر وهدوء .. عرض الناتو مطروح على الطاولة أمام روسيا ونريد أن نرى تعاونا فعليا بشأن المضي قدما في تنفيذ نظام الدفاع الصاروخي". ومع ذلك ، شكا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل يوم واحد من أن "المطالب المشروعة (لبلاده) لا توضع في الحسبان". وترغب روسيا في الحصول على ضمانات بأن الدرع - التي تهدف لصد التهديدات الصاروخية من الشرق الأوسط - لن تستخدم ضد صواريخها وأنه سيجري إشراك موسكو في التخطيط. عزز الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الضغط الشهر الماضي ، عندما أمر قادة جيشه بالإستعداد لنشر صواريخ باليستية في جيب مجاور لليتوانيا وبولندا لمواجهة الدرع الصاروخية التي ينشرها الناتو - وذلك في خطوة وصفها هيج اليوم بأنها "مخيبة للآمال". ورفض لافروف تلقي أسئلة من وسائل الإعلام لدى وصوله في مقر الناتو في بروكسل . واعترف فيسترفيله بأن هناك "أخطاء" ارتكبت في بداية المناقشات بشأن الدرع الصاروخية ، حيث كانت روسيا "مشاركتها قليلة للغاية في المناقشات". ولكن الناتو أكد منذ ذلك الحين بشكل متكرر في بيانات أن الدرع لا تستهدف روسيا . وأعرب وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الأربعاء عن أمله في أنه مع مواصلة المحاولات يتم تحقيق الهدف. وقال أمين عام حلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في مستهل الاجتماع امس "نظرا لأننا نواجه التهديد نفسه ، ينبغي أن نتعاون في صده .. الشراكة الاستراتيجية بين الناتو وروسيا ليست أمر مفضل بل إنه ضروري".