الشاعر سايل بن لافي الصوالحة الشراري او كما أطلق علية لقب ( المولع الغريب ) هو أحد شعراء منطقة الجوف الذين تواجدوا مؤخرًا في الساحة الشعبية بقصائده الرائعة وبجزالته التي ابهرت متابعيه فمن يتعمق او يقرأ لهذا الشاعر يشعر للوهلة الاولى انه أمام شاعر من العصر الماضي او امام شيخ بلغ من العمر عتيا عاش الحياة بجميع مراحلها ولم يتخلى عن طابعه البدوي أو شعر البداوة بكيفية صياغته الالفاظ والكلمات التراثية التي اندثر بعضها ونسي البعض الآخر في عصر التطور والانفتاحية ورغم ذلك فالشاعر مقل جدا في النشر في الاعلام المرئي والمسموع رغم انه نال الكثير من الاشادات الادبية من شعراء وكبار النقاد ممن استمتعوا في قصائده في الشبكة العنكبوتية ومما قال نختار منها هذه الابيات :- يقول شاعرنا في قصيدة يمدح بها حكام هذا الوطن أعزهم الله وأطال في أعمارهم ذخرا للوطن والمواطن حكامنا مثل النجوم المشاهير من صكته ويلات بقعأ نصاها نور البصر لا قل وقت التباصير لا كبرت القالات تصغر معاها لهم على العدوان صوله بتدمير عز الصديق ومن يلوذ بحماها صديقهم يبشر بيوم التباشير وعدوهم كم ليلةٍ ما غفاها وبما أن الشاعر دومًا يكون مرآة لمجتمعه يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وينقل معاناتهم فقد تطرق الى كثير من قضايا المجتمع ونقلها في قصائده فالشاعر هنا يصور قضية اجتماعية ألا وهي (( قضية العنوسة )) التي آرقت كثيراً من الفتيات ممن يعانن من وقوف آبائهن في طريق زواجهن لأسباب تافهة متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) . فيقول الشاعر على لسان تلك العانس مخاطبة اباها :- يا يبه للصبر قانون وحدود انت غربالك على بنتك يزود مايفوت من العمر صعبه يعود وانت تدري وش كثر عمر النبات اول ايام العمر كله زهور لونها ساحر وريحتها عطور لاذبل ورد الزهر يبدى الفتور تبهت اوراقه ولوهن يانعات شف ترى عمر الغصن عاش بشموخ في بساتين أثريا وإلا شيوخ تذبل اوراقه وتأتيه الشلوخ وتنقتل فيه العروق المثمرات وللشاعر ايضا وقفات في المرقاب قد تذهل القارئ الكريم لجماليتها وتسلسل وقائعها وترابطها بحيث لا تشتت ذهن المتلقي فيقول شاعرنا مخاطبا المرقاب :- يا عالي المرقاب زاد إلتفافي حولك وكن لي حاجةٍ في مراقيك سجيت عنك بحيرتي واعترافي إنك تزيد المبتلي من بلاويك حتى قال: جيتك وأنا طفلا مع ابوي لافي مدري أنت ذاكرني أو الوقت منسيك صغير سن من الصغار النظافي لو كنت أرافق والدي حين ياتيك ايضا له ابيات من قصيدة لا تقل بجماليتها عن سابقتها فهاهو يقول :- متخيلاً في مرقبي برق ومزون واصوات بدوٍ يندبون الشياعه اشوف مع مد النظر طرش وظعون غربي الخطيمي في مفارش اتلاعه شدو ولاكن ياترى وين يمسون وين الرحال تحطهم ياجماعه حتى قال: تسمع لصوت انجورهم عزف ولحون وناراً لهبها زايداً في ولاعه كلاً ينادي والمخاليق يوحون سلمن لهم متمسكين أتباعه حراً دعاء ربعه على البيت يأتون يسبق على الطيبات ذيب السباعه محلا مجالسهم وقولن يقولون حين القمر مرسل عليهم شعاعه والمتأمل لقصائد المولع الغريب يجد فيها حنيناً وبكاءاً على الأطلال وذكريات وشوقاً لحياة البادية والحل والترحال ومخايل البرق والميراد على الخبرى والتصدير منها والاشراف على المراقيب ومد الدربيل وهذه الصفات تتجسد في كثير من قصائده مثل القصيدة السابقة التي عنونها ب (( ليلى والمتاهه )) وقصيدة (( الشعيب )) و (( عالي المرقاب )) و (( هذه منازل جمعنا والمحبين )) و (( شمخ المزون )) وكثير من قصائده وهنا نسترسل جماليات شاعرنا لنجد هذا النص الغزلي في وصف محبوبته فماذا قال عنها :- يانور بدراً فايق بنوره على كل البدور يادرةً محدٍ وصل فالمنزله منزالها لك بسمةٍ فيها ابتهاجات الاماني والصدور ولك نظرةٍ تاخذ من بحور القصيد اجزالها أتخيلي حتى خيالك فيه عطرٍ من بخور منه الاماكن عطرة ريضانها وجبالها وعن هذا الشاعر وقصائده فالمجال يطول ويطول فقد وجدت لديه من المخزون الشعري ما يروي عطش كل متذوق وناقد للشعر ممن يبحثون عن أصالة الشعر وجماليته بلا تكلف ولا تصنع ... وختاما نظع لكم هذه البصمة الخاصة بهذا الشاعر وشموخ الرجال منها:- شموخ الرجال بصبرها والليال طوال تموت ولها رايات بالعز منصوبه يموت الرجل مايشكي الفقر والغربال ولاتنكشف للشامته جملة عيوبه يعيش الرجل لو الدهر في حياته مال على آمآل ربٍ كل خلقه تداروبه عزيز الجناب اذا وقف والحمول اثقال يعرف ان ماصابه من الله مكتوبه بسط راحتيه لوالي العرش وسط رمال ورفعها بدعواتٍ من القلب مصحوبه يفك العسر باليسر والله هو الحلال عطاياه ماتحصى ولاهي بمحسوبه يقول المولع يازماني خذيت أجيال فنت وأختفت عن جوك اللي تمشوبه على قدر ماتحفظ اماني تضيع آمآل وعلى قدر ماتعطي عطاياك مطلوبه أتمنى أن أكون قد وفقت في هذه القراءة محمد حلوان الشراري