سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قياديون ومفكرون شيعة: خادم الحرمين أمر رجال الدولة باتباع سياسة الباب المفتوح ولا مبرر للعنف المسلح مئة عالم دين من القطيف والدمام يجرّمون ما حدث في العوامية
اتبعت المملكة سياسة الباب المفتوح ووضعت منهجية شفافة وخطوط تحددها تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة لا يجب تجاوزها تستظل تحت مبدأ الحوار، بدلا من الغوغائية والشغب المريقة للدماء والمضرة بدون أسباب مستوجبة لها، سوى الاخلال بأمن البلاد وترويع الآمنين والسماع للأبواق الخارجية التي تبحث عن مصالحها. ما حدث مؤخرا في بلدة العوامية من محافظة القطيف من مظاهر العنف المسلح والإخلال بأمن الوطن أمر مشجوب ومستنكر من قبل جميع المسلمين وجميع الطوائف السنية والشيعية على حد سواء، وما حدث لا يمثل إلا حالات فردية مغرر بهم من الذين لم يقدروا نعمة الأمن والأمان التي ينعم بها بلدنا هذا من بين بلدان العالم ، في وقت نجد فيه العديد من البلدان حولنا تسيطر عليها الاضطرابات والمشاكل، بينما نحن ننعم بأمن نُحسد عليه. "الرياض" نقلت عددا من آراء إخواننا من الطائفة الشيعية حول تلك الأحداث الفردية التي لا تمثل إلا المنفذين لها. أمن الوطن أمانة في أعناق الجميع والغوغائيون لا يمثلون إلا أنفسهم بداية شدد عضو مجلس الشورى الدكتور محمد بن مهدي الخنيزي على أن هذا الوطن أمانة في أعناقنا وفي أعناق ذرارينا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وقال: إننا نضع أنفسنا وكل ما لدينا من غال ونفيس رهن إشارة قيادتنا الحكيمة الحازمة متى ما رأت رأيها في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات كفيلة باستئصال آفة الشغب ووأد رأس الفتنة في مهدها. وطلب من كافة المواطنين أن يتفهموا حقيقة أن مثيري الشغب والمخلين بالأمن لا يمثلون سوى ذاتهم التي أمرتهم بالسوء، وإن الغالبية العظمى من مواطني المملكة من الشيعة هم مواطنون مخلصون لهذا الوطن والمتفانين لأجله ولأجل تحقيق الأمن والأمان فيه، وإن ولاءهم كاملا غير مجزوء، هو لله ثم لمليكهم ووطنهم. وأهاب د. الخنيزي بجميع المواطنين بأن ينصحوا أبناءهم بعدم الانجراف وراء مثيري الشغب وان أبواب المسؤولين مفتوحة للجميع لسماع شكواهم، كما أن جميع مشايخ الشيعة ومثقفيها على اتصال دائم مع الحكومة لتلبية مطالبهم. بينما رأى الكاتب والمفكر الدكتور توفيق السيف أن ما حصل من استعمال السلاح أمر غير مقبول ومضر للمجتمع ككل، كما أنه قد أدين من جانب علماء المنطقة ورجالاتها في بيانها الصادر عن شيوخ العوامية وعلمائها. وأوضح أن الذي حصل في العوامية حادث محدود من حيث إطاره الاجتماعي والسياسي، لكنه بطبيعة الحال مؤثر بسبب ما ظهر فيه من عنف غير مبرر يمكن لنا أن نتحدث كثيرا عن معالجة الحدث ضمن إطاره الخاص، المكاني والزماني. وأبان د. السيف أن المجتمع السعودي يواجه - مثل سائر المجتمعات - تحديا جديا يتمثل في استيعاب الجيل الجديد من الشباب الذين يحملون تصورا مختلفا عن الحياة والترتيب الاجتماعي مما تسبب في ربكة داخلية سيعالجها رجال الدولة وأجهزتها في المهد بسياسة حكيمة وتطورات في المنظومات والقيم والأعراف المتوازنة والمحتوية لكل مطالب الشباب. من جهتها ناشدت الأكاديمية ميساء عبد الرزاق شباب الوطن المنعقدة عليه الآمال في بنائه أن يحملوا المسؤولية ويبتعدوا عن المحرضين على الفتنة والإخلال بأمن المجتمع، وقالت: هذا وطن الجميع الذين يبذلون لأجله الجهود المتواصلة لتحقيق مزيد من الإنجازات والبناء الفعال في كافة مجالات الحياة، واستنكرت ميساء حدوث مثل هذه الحادثة في وقت لم تعد فيه أبواب ولاة الأمر ورجال الدولة مغلقة في وجه كائن من كان، بل إن سياسة الباب المفتوح أصبحت فرضا لاستمرارية المسئول في منصبه بتوجيهات صارمة وحازمة من قبل حكومتنا الرشيدة ومن قبل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في تسهيل كافة العقبات التي قد تواجه المواطنين. هذا وقد شددت شخصيات ورجال دين شيعة في المنطقة الشرقية على أهمية إيقاف التظاهرات بأشكالها كافة. وعبّروا في بيان صادر عنهم استنكارهم للأحداث التي شهدتها بلدة العوامية، معتبرين أن تعريض الآمنين ومصالح الناس للأذى ومخالفة القوانين من أشد المحرمات شرعاً، وقد وقع على البيان نحو مئة عالم دين من القطيف والدمام ، مبتدئين بيانهم بالآية القرآنية: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ، لافتين فيه إلى أن الأعمال التي تجلب الأذى المعنوي والمادي، في الحاضر أو المستقبل، هي من المحرمات التي لا تجيزها شريعة، ولا يأذن بفعلها أي قانون.