قال مساعد الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية في السعودية النقيب محمد الشهري ل «الحياة» أمس إن تحقيقاً يُجْرَى لمعرفة ملابسات حادثة إطلاق أعيرة نارية أدت إلى وفاة مواطنين سعوديين وإصابة اثنين بجروح طفيفة بحسب بلاغ تلقاه مركز شرطة محافظة القطيف (شرق السعودية)، في أعقاب تجمعات قام بها أهالي بلدة العوامية إثر اعتقال رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر أول من أمس. وأكد رئيس الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أن هناك من يحاول بث الفرقة بين السنَّة والشيعة، وأن ذلك لا وجود له في السعودية، وأن معيار النظر للإنسان المواطن بوطنيته ومحبته للوطن، مشيراً إلى أن هناك من يبحث عن كل ما يسيء لهذا الوطن ويفرِّق بين أبنائه. جاء ذلك بعد أن شهدت محافظة العوامية أمس مقتل وإصابة أربعة مواطنين بأعيرة نارية مجهولة المصدر، وذلك إثر تجمع عدد من مثيري الشغب عقب إعلان وزارة الداخلية السعودية توقيف النمر في بلدة العوامية، بعدما بادر بإطلاق النار على رجال الأمن والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية، وتم التعامل معه بالمثل، ونتج من ذلك إصابته في فخذه. وأوضح الأمير متعب بن عبدالله أن أمن البلد واستقراره مسؤولية كل مواطن، وأن وجود الأمن والاستقرار يدل على وجود المواطن والمسؤول في سفينة واحدة، «وأن تكاتف المجتمع يقوي أمننا واستقرارنا». وقال: «إن المملكة في نعمة جعلت من الحساد الغزو بالإنترنت وتصدير الإشاعات، وجميعهم مغرّضون ومعروفة أسماؤهم، ومواقعهم في خارج المملكة، وهدفهم عدم استقرار المملكة، إلا أن ذلك بعيد عنهم». وأوضحت شرطة المنطقة الشرقية أن مركز شرطة محافظة القطيف تلقى بلاغاً من أحد المراكز الطبية الخاصة الذي ذكر أنه استقبل حالتي وفاة لمواطنين نتيجة إصابتهما بأعيرة نارية، وإصابة اثنين آخرين بجروح طفيفة، وتم إسعافهم من ذويهم. وقال مساعد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية النقيب الشهري أن تحقيقاً يُجرى لمعرفة ملابسات الحادثة ومصدر النيران، والتعرف على الجناة. ووقعت الحادثة عقب تجمعات قام بها أهالي بلدة العوامية إثر اعتقال النمر أول من أمس، عقب دعوة أعلنها في مواقع التواصل الاجتماعي أطلق عليها «الزحف الكبير»، إلا أن التجمع لم يشهد اشتباكات بين المحتجين ورجال الأمن الذين كانوا في الموقع، وقاموا بوضع نقاط تفتيشية احترازية، تحسباً لحدوث فوضى من مثيري الشغب. وطالب عبدالله الخنيزي (أحد مشايخ القطيف) أمس في بيان ب «العمل على صيانة المجتمع من أي تدهور أمني - لا سمح الله - حفاظاً على الأنفس والحرمات، لأن تلك الحال ستؤثر في الساحة كلها». وقال الخنيزي: «من منطلق المسؤولية الشرعية التي يجب عليّ تحملها أمام الله وأمامكم، أن أقدم نصيحتي في هذا الوقت الحرج إلى كل أبنائي وبناتي التي أدين بها أمام البارئ تعالى»، مضيفاً «أن المرحلة المتوترة والعصيبة التي تمر بها محافظة القطيف، تحتم علينا جميعاً العمل بكل ما نستطيع على صيانة المجتمع، حفاظاً على الأنفس والحرمات، لأن تلك الحال ستؤثر في الساحة كلها». يذكر أن الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي قال أول من أمس إن قوات الأمن لن تتهاون في التعامل مع مثيري الفتنة والشغب ممن أساؤوا إلى مجتمعهم ووطنهم، وجعلوا أنفسهم أدوات في أيدي أعداء الوطن والأمة.