هل يمكن أن تكون مشروعات تكملة الخطوط الدائرية، وتدشين طريق جدة - مكةالمكرمة الجديد (الرابط بين بريمان وطريق المدينةالمنورة مررواً بوادي فاطمة) أشبه بطوق نجاة لسكان "قبلة الدنيا" من المواطنين للحصول على أرض الأحلام؟، وكيف يمكن استثمار المواقع الجبلية والشعاب الجديدة التي اخترقتها مشروعات الطرق الدائرية بالتخطيط السكني لقطع الطريق أمام لصوص الأراضي؟، ثم ما سر طول أسوار التعديات على طرفي طريق جدة الجديد والتحايل على الإحياء الشرعي بالأشجار المؤقتة؟، وهل ثمة حراك حكومي يسبق تهور التعديات بالتخطيط حفاظاً على هدر الأموال وتوريط المواطنين من خلال تسويق المخططات الغير رسمية؟. أسئلة مدببة نشعر بوخزها ومواطني مكةالمكرمة يحترقون بنار أسعار الأراضي في ظل سباق محموم للحصول على أرض لبناء البيت الحلم؟. أسعار الأراضي! "طبوغرافية أم القرى" جبالها وشعابها حالت دون تطوير مساحات كبيرة من المساحات الجبلية التي لا زالت تنتظر التطوير يحدث هذا في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الأراضي؛ لسببين مهمين (الأول) تنفيذ المشروعات التطويرية التي تنفذها الحكومة لتطوير عشرات الأحياء في جبل عمر والساحات الشمالية، وتنفيذ عدة طرق حيوية منها الطريق الموازي والطريق الدائري وتوسعة طريق الخنساء وريع الحدادة، ويكمن السبب (الثاني) في الحرص على مساكن داخل حرم مكة، حيث قدسية المكان ومضاعفة الأجر. جولة "الرياض" الميدانية على كثير من المواقع في أم القرى كشفت لنا ثمة مواقع جبلية غير مستفاد منها، كما يمكن أن تتحول إلى مدن جديدة لإسكان المواطنين، فيما يظل السؤال: كيف يمكن أن تستثمر هذه المواقع في "قبلة الدنيا" في الوقت الذي تشهد مكةالمكرمة أزمة سكن حقيقة لم تشهدها من عشرات السنين بعد إزالة أكثر من 7000عقار، فضلاً عن الإعلان عن آلاف العقارات المتوقع إزالتها خلال النصف الأول من العام الهجري الجاري، فيما زاد من جذوة اشتعال نار الإيجارات للوحدات السكنية بفعل ملاك العمائر الذين جذبتهم إغراءات بعثات الحج. تحويل جبال مكةلمساكن وطالب متخصصون في تطوير عقارات مكةالمكرمة بأهمية إيجاد طريق حول الحدود الشرعية لحرم أم القرى؛ بما يحقق الوصول لمواقع جبلية يمكن أن يستفاد منها بتحويلها لما أسموه مدن جبلية، وهي تستوعب وفق دراسات ميدانية لأكثر من 20 مليون نسمة، وذلك من خلال إنشاء طريق يظهر حدود مكة الشرعية ويطور المناطق التي يمر بها ويقوم عليه استثمارات كبيرة ومتنزهات ومشروعات إسكانية دائمة وموسمية تخفف الضغط على المنطقة المركزية، والقصد من هذا المشروع هو إيجاد حمى لحدود مكة الشرعية. وقالوا:"إن الفكرة تتطلب أن تكون جميع الورش والمدن الصناعية خارج هذا الطريق، كذلك يمكن إقامة معاهد عالمية يمكن أن يعمل فيها غير المسلمين ويضيف ثقافات مفيدة لأهالي مكةالمكرمة ويمكن أن يستفاد كذلك من هذا الطريق سياحياً"، مشيراً إلى أن مكة يفد إليها أكثر من خمسة ملايين حاج ومعتمر، ومستقبلاً سوف يصلون إلى ضعف هؤلاء ويرغبون التعرف على حدود هذه المدينة المقدسة، وربما يتم توضيح هذا الطريق بإضاءة ليلية مميزة ولافتة للنظر تسمح برؤية حدود مكة الشرعية بوضوح من ارتفاع معين بطائرة أو حتى من فوق قمة جبل". وقال:"يوسف الأحمدي" - مستثمر في التطوير العقاري - إن مساحة مكةالمكرمة الإجمالية داخل حدود الحرم تقدر ب 554 مليون متر مربع تقريباً، ولا يوجد في هذه المساحة الشاسعة من سكن واستثمارات إلاّ فيما نسبته 22% حتى أن هذه النسبة لم تستغل الاستغلال الأمثل، فيما تبلغ نسبة المساحة غير المستغلة 78% حوالي 432 مليون متر مربع داخل حدود الحرم والتي بها الصلاة بمائة ألف، وهي عبارة عن أودية ومناطق جبلية وأراضي بيضاء شاسعة لم يصلها التطوير العمراني، لأن مشروعات الطرق في هذه المناطق لم تستكمل، وبالتالي من الصعب تطويرها بدون توفر طرق تسهل الوصول إليها". وأضاف:"أن مكةالمكرمة لازالت متعطشة للتطوير بكافة أشكاله ولديها من مقومات النجاح الاستثماري ما يجعلها من أفضل المدن الجالبة لرؤوس الأموال، وقبل ذلك الجالبة للمسلمين من كافة أقطار العالم لتتبلور لدينا - إن شاء الله - حضارة إسلاميةً شامخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هذا - بإذن الله - يجعلنا نسكن ونستقبل أكثر من 20 مليون حاج ومعتمر على مدار السنة وفي وقت الحاج خاصة". إلى ذلك كشفت مصادر في اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بمكةالمكرمة أن نسبة العجز في المساكن في العاصمة المقدسة بلغت نحو 15 في المائة من أصل 200 ألف وحدة يتطلب إنشاؤها. من جانبه قال "د.خضران الثبيتي" - عضو لجنة تحديد حدود حرم مكةالمكرمة - أن مكة منذ القدم وجبالها ذات عائدات اقتصادية، حيث عرف في مكة أن جبل المقطع على طريق السيل الطائف أخذت منه الحجارة التي بنيت بها الكعبة المشرفة، كما أن في ضاحية النوارية هناك جبال استغلت في إنتاج مادة النورة التي تستخدم في البناء، وفي غرب مكة جبال أستفيد منها في صناعة الأجور، لكن الذي أود أن أنبه إليه إلى أن الجبال الواقعة في غرب مكة ثبت فيها مادة الحديد مما يساعد على قيام مصانع إنتاج الحديد، وأعرف أن هناك دراسات جارية في جنوب غرب أم القرى تركز على هذا الشأن". وطرح "إبراهيم اليامي" -مهتم بالتطوير العقاري- فكرة تحويل جبال مكةالمكرمة التي تخترقها الطرق الدائرية الجديدة إلى قرى سكنية، من خلال تنسيق الجهود بين أمانة مكةالمكرمة ووزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري، وسرعة التنسيق بين أمانة جدةومكةالمكرمة لتحديد الأدوار الصحيحة لتخطيط الأراضي الجديدة التي كشف عنها طريق جدة الجديد بتحويلها إلى مدن صناعية أو ترفيهية أو عمالية.