ألاحظ أنهم يبيعون البطيخ (الحبحب) على ظهور سيارات النقل الصغيرة (الوانيتات) عند أبواب الجوامع بعد صلاة الجمعة. وهذه في رأيي، ظاهرة تبدو مناسبة، منها أنها كسب للرزق وراحة للزبون، وتوفير العناء عليه، ولا تضايق أحداً. لكنني لاحظت أن مزاولة دق البطيخة، أو التطبيل الخفيف عليها بطرف أصابع اليد بواسطة البائع، قد بدأت تتلاشى وتختفي. إما لأن البائع ليس لديه الوقت الكافي لدق كل بطيخة أو لأنه يجهل تقاليد المهنة. وقرأت أخيراً أن اليابان طوروا مورثاً زراعياً يجعل الحبحبة مربعة الشكل..!، بدلاً من شكلها الحالي الكروي أو المستطيل، بحيث يتيسر نقلها.. وتخزينها داخل الثلاجة. وامتازت الجزيرة وبلاد الشام والعراق بهذه الفاكهة الرطبة والناعمة والمطفئة للهيب الصيف والعطش وفي الحجاز يسمونها «حبحب».. وفي القصيم «جح».. وفي العراق والكويت «رقّى» نسبة إلى منطقة الرقة على الفرات، والتي امتازت بتربتها الصالحة لاستنبات هذا النوع من البطيخ. وامتازت منطقة القصيم إلى جانب «الجح» بنوع جديد من الخضار، مفيد.. وصبور على الأنواء، وهو القرع، واشتهرت به منطقة البدايع. وهذا مطلوب ويستزرع في بلدان بعيدة.. مثل أمريكا. أقول ربما بدا لليابانيين أن يطوروا مورثاً آخر للقرع لجعله على شكل مكعبات..! هذا ليس حنيناً إلى الماضي، أو «نوستالجيا». لكنه ولاء ووفاء لل.. قرع، فله علينا دين، حين لم نكن نجد خضاراً أرخص منه.