تنفس أولئك المهرولون خلف لقمة العيش والباحثين عن كسب الرزق الحلال من خلال متاجرتهم ببيع الحبحب والبطيخ في السوق المركزي بمدينة حائل الصعداء وذلك بعد أن وافقت بلدية المنطقة على وضع مباسط لهم في تلك المساحة الواقعة شمال مبنى إمارة المنطقة وسرعان ما قاموا بإنشاء المظلات المطلوبة التي كانت وفقاً لشروط بلدية المنطقة عند الموافقة على منحهم المجال لممارسة تجارتهم هناك.. وقد تكلف عليهم هذا العمل مبالغ لا بأس بها إذا ما قورنت بنسبة دخلهم. بدأ هؤلاء الباعة ممارسة تجارتهم وسط تفاؤل بأن تلك المطاردة التي عانوا منها طويلاً واستمرت لسنوات ومن موقع إلى آخر من قبل الجهة المعنية قد انتهت حتى استقر بهم الحال حيث يتواجدون..!! غير أن الأمر الذي يلاحظه رجل الشارع هنا أن هذه المباسط التي تمت سعودتها بنسبة 100٪ ورغم ما يشهده سوق الحبحب من إقبال في مثل هذا الوقت من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء تعاني من قلة المتبضعين وبشكل جعل أصحاب هذه المباسط يسألون عن السبب؟ «الرياض» وقفت على الموقع لتنقل المعاناة التي يجدها هؤلاء الشباب.. والذين تجاوبوا بشكل سريع مع «الرياض» مؤكدين أن سوء التنظيم من قبل البلدية سبب رئيسي ومباشر لمعاناتهم حيث التزموا بما فرض عليهم من قبل البلدية وطبقوه بما يتوافق ومتطلبات الجهة المشرفة، لكن.. هناك أناس يمارسون تجارة الحبحب وفي أماكن تم منعهم منها سابقاً دونما رخص بل وعلى ظهور سياراتهم الخاصة حيث يتواجدون قرب السوق الرئيسي لبيع الخضار والفواكه وكذا سوق التمور لتسويق بضاعتهم مستغلين بذلك ضعف الجانب الرقابي عليهم من جهة وقربهم من هذه الأسواق من جهة أخرى بالإضافة إلى أنهم يتلاعبون بالأسعار على حد قول هؤلاء للمسارعة بالتخلص من حمولة سياراتهم. وأضافوا حتى الثلاجات الكبيرة التي يفترض بها أن تمارس البيع بالجملة أصبحت تنافسنا مخالفة بذلك شرط وجودها في مثل هذه الأماكن وذلك ناتج عن سوء الإدارة..!! والأمر الآخر الذي نعاني منه أيضاً أن الأيدي العاملة في السوق المركزي عموماً بمهمة «التحميل والتنزيل» لا تتجاوب معنا ولا توجد لدينا مع أن هذه المؤسسة مكلفة بتوزيع عمالها بين أجزاء السوق ككل لكن العمال يصرون على البقاء في سوق الخضار والفاكهة ليس للتحميل والتنزيل فقط، بل أصبح بعضهم يمارس التجارة خاصة وأن بعض المنتوجات هناك لا تتطلب مبالغ كبيرة حتى يستطيع الشخص أن يشتريها بالجملة ويبيعها بالتجزئة محققا من وراء ذلك مكاسب مادية جيدة.. وكما ترى أن بعض السيارات المحملة هنا تتوقف طويلاً حتى تجد عمالاً يساهمون في تفريغ حمولتها.. جاء ذلك في سياق حديث الاخوين فهد زبيل زحام ونايف مرزوق الحربي واللذين نقلا ل «الرياض» معاناتهما وزملائهما مطالبين البلدية التي وضعتهم في هذا الموقع أن تقوم عاجلاً بحصر عملية بيع الحبحب في هذا الموقع على الأقل لضمان سير العملية بتنظيم أكثر دقة كما هو الحال بالنسبة لبقية الأسواق المخصصة. وحتى لا يكونوا هم باتباعهم الإجراءات النظامية ضحايا لأعين قد تغمض وهي تشاهد آخرين يمارسون المخالفات جهاراً دونما خوف.