نظمت لجنة التنمية الاجتماعية بحي البديعة في أحد قصور الأفراح فعالية "يداً بيد لنتطوع" تخللها دورات تدريبية للمتطوعين، وورش عمل ومحاضرات ولقاءات وأمسيات شعرية، إلى جانب معرض مفتوح للجان التنمية الأخرى تعرض فيه أنشطتها وفعالياتها لزوار المعرض وتحفيز الشباب المتطوعين. وأثنى "بداح بن عايض القحطاني" المدير التنفيذي للجنة التنمية الاجتماعية بحي البديعة، على جهود اللجان الاجتماعية، واصفاً جهودها بالملموسة وذات أثر محمود بالرغم من عمرها القصير، مشيراً أن اللجنة تنظم فعاليات وبرامج متنوعة، وأنشطة تنموية تهدف إلى تحقيق البناء الاجتماعي الفعال بين كافة فئات المجتمع، كل بما يناسبه من برامج ودورات تدريبية واجتماعية وثقافية ورياضية وترفيهية، مضيفاً أن اللجنة تنظم دورات نسوية في التدبير المنزلي والأعمال الفنية والتجميل والحاسب الآلي، وتقام دورات تدريبية متخصصة للشباب كذلك. جهود فردية كبيرة تنتظر الدعم المالي لتكون الفائدة أكبر وقال إن اللجان تحرص على تكثيف المشاريع التطوعية بغية رفع الحس التطوعي لدى المجتمع، وربط فئات المجتمع بمؤسساته الخدمية والصحية والأمنية وغيرها، ونشر الوعي في المجتمع حول مختلف القضايا، منوهاً بأن اللجان لم تغفل ذوي الاحتياجات الخاصة في برامجها، إذ خصصت لهم حيزاً في جميع البرامج، مؤكداً أن اللجنة هيأت مجموعة من شباب الحي للمشاركة في الأعمال التطوعية، وتحبيبهم فيه، عن طريق ممارسة مهنية بإشراكهم في تنظيم وإدارة برامج اللجنة، بشكل يضمن لهم شغل أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع، مشدداً على أن اللجنة تحرص بأن تلبي البرامج والفعاليات رغبات الأهالي وتطلعاتهم، نافياً الأقوال التي قللت أعمال لجان التنمية في المجتمع، مشيراً إلى أن المجتمع يحتاج إلى الرصد والاستقراء المنهجي علمياً، وهذا ما عملته اللجنة عن طريق الاستبيانات واستطلاعات الرأي على المستهدفين، وجاءت النتائج تدل على أن اللجنة خطت خطوات واضحة نحو الأمام بالرغم حداثة عمرها ومحدودية إمكاناتها، مبيناً أنهم يعتمدون خططاً سنوية وفق ضوابط معينة في إعداد تلك البرامج والأنشطة، وكذلك آلية الصرف عليها حسب اللائحة التنظيمية وقواعدها التنفيذية الصادرة من الجهة المشرفة على اللجان "وزارة العمل والشؤون الاجتماعية". بداح القحطاني متحدثاً إلى الزميل الأنصاري وأضاف "البداح" أن اللجان تحتاج إلى دعم أكبر من "وزارة الشؤون الاجتماعية" لا سيما في سرعة إصدار الموافقة على البرامج، وزيادة الدعم المالي الذي لا يغطي تكاليفها، وتوفير مكان مناسب تقام فيه البرامج والأنشطة، لكون عدم توفر موقع عرقل كثيرا من الفعاليات التي تعود بالنفع على المجتمع، كاشفاً أنهم يلجؤون إلى استئجار قصور الأفراح وقاعات المناسبات بمبالغ طائلة تستحوذ على ما يأتيهم من دعم مالي، مشيراً إلى أنهم يطمحون بالحصول على أماكن يمكن أن تقدم فيها برامج عديدة ك "رياض الأطفال"، و"الحضانة"، و"نادي الطفل" وتتوفر بها "صالات كبيرة" و"ملاعب" و"مسابح" يمكن من خلالها استثمار أوقات الشباب، وأماكن لإجراء دراسات وبحوث اجتماعية، تسهل عمل حملات توعوية اجتماعية شاملة. عائق كبير كما وصف "محمد الجديعي" موظف في لجنة التنمية الاجتماعية بحي السويدي، عدم وجود مكان مناسب للجنة بالعائق أمام اللجنة للقيام بأدوارها، قائلاً: "لجان التنمية الاجتماعية فاعلة ولها جهد كبير، وتعمل وفق برامج مصرحة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، وفق خطط مدروسة طوال العام يتم العمل بها"، موضحاً أن العاملين في هذه اللجان موظفون من قبل الوزارة ينفذون البرامج، ويساعدهم على ذلك المتطوعون من أهل الحي، كاشفاً أن عدم توفر الموقع المهيأ حال دون كثير من البرامج التي تنوي اللجنة تنفيذها مثل ديوانية الحي، والدورات الرياضية للشباب، وبرامج الأسر المنتجة، ودورات الحاسب الآلي والاستشارات الأسرية والإصلاح، وكذلك برامج الأطفال. تأسيس مبكر يذكر أن المملكة أخذت بأسلوب تنمية المجتمع المحلي منذ عام (1380ه) وقبل إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وكان ذلك عن طريق "وزارة المعارف"، حيث أنشئ "مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية" كمركز تجريبي، وبعد إنشائه شكلت لجنة من الأهالي للعمل، وأسست جمعية تعاونية، ولكون مركز الدرعية تجمع شبابي كان نواة لناد هناك، كما أقيمت دار للفتاة أصبحت فيما بعد مدرسة للبنات، وجاءت هذه المنجزات مؤشرات طيبة لنجاح التجربة. وفي عام (1381ه) انشأت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عدداً من المراكز في المناطق الحضرية والريفية، وأصبح مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية مركزاً للتنمية والتدريب لإعداد الكوادر التي تعمل في المراكز، وتعد مراكز التنمية الاجتماعية في ضوء ما ورد ضمن القواعد التنفيذية للائحة التنظيمية لمراكز التنمية الاجتماعية الصادرة بقرار مجلس الوزراء عام (1428ه) بأنها مؤسسات اجتماعية تقوم على أساس إقناع المواطنين بحاجات مجتمعاتهم المحلية إلى النمو والتطوير وإشراكهم في بحث احتياجاتهم ومشاكلهم وتخطيط برامج الإصلاح اللازمة ومشاركتهم مادياً وأدبياً في سبيل تنفيذ هذه البرامج. وصدرت بعدها اللائحة التنظيمية لمراكز التنمية الاجتماعية، وبلغ عدد مراكز التنمية الاجتماعية في المملكة نحو (28) مركزاً يعمل إلى جانبها أكثر من (331) لجنة للتنمية الاجتماعية الأهلية. تنمية المجتمع ويهدف أسلوب تنمية المجتمع إلى إحداث تغيير مقصود في سلوك المواطنين في إطار القيم الإسلامية والعادات العربية الأصيلة، لتحقيق نمو متوازن عن طريق استغلال إمكانات وموارد البيئة المحلية المتاحة، أو التي يمكن إيجادها لمواجهة أعباء الحياة معتمدين على أنفسهم ثم ما يقدم لهم من دعم للجهود التطوعية واكتشاف القيادات المحلية وتدريبها واستثمار طاقات الشباب وتشجيع الأساليب الحديثة في الإنتاج، وتوفير الخدمات المختلفة إلى جانب الاهتمام الكبير بالأمومة والطفولة باعتبارها عدة المستقبل.