رغم العمر القصير للمسرح النسائي السعودي إلا أنه يعتبر حالياً أحد أهم المناشط الفنية والثقافية للنساء السعوديات حيث وجدن فيه متنفساً يتواصلن من خلاله مع أبي الفنون، وحول واقع الإنتاج المسرحي النسائي كان حوارنا هذا مع الكاتب الدرامي مهدي البقمي الذي أنتج عدة مسرحيات نسائية خلال الفترة الأخيرة: في الكتابة المسرحية لا فرق بين رجل وامرأة * بداية نريد أن نعرف خطوتك الأولى في هذا المجال كيف كانت؟ - في البداية كنت متخوفاً من دخول هذه التجربة، بحكم أنها تجربة جديدة على المجتمع السعودي المحافظ، ولكن بعد أن عرضت أول مسرحية لي وهي "بيتنا في خطر" لم أكن أتوقع أن تجد أصداء كبيرة وحضوراً كثيفاً من قبل الحاضرات، وبعد استمراري في هذا النوع من المسرح وجدت أني سعيد جداً بهذه التجربة والتي أخدم فيها فئة عزيزة على مجتمعنا وهو نصفنا الثاني الذي لا نستغني عن وجوده في حياتنا. * قمت بإنتاج الكثير من الأعمال المسرحية مع عدد من نجمات الخليج والممثلات المقيمات في السعودية من أكثرهن لمست حضوراً على الخشبة والأكثر جماهيرية؟ - في حقيقة الأمر كانت لي تجارب كثيرة مع الكثير من الفنانات البعض لهن جمهورهن من خلال الأعمال التلفزيونية سواء من الخليج أو من الممثلات المقيمات في السعودية، ولكني لاحظت بأن البعض منهن ترغب في المشاركة للحصول على المادة فقط، والبعض الآخر تتوقع أن المسرح سيكون سهلاً كما في التلفزيون، وتعتمد على أنها نجمة تلفزيون وحتماً ستكون نجمة مسرح لمعرفة الناس بها، وهن لا يعلمن بأن جمهور المسرح لا يهمه إن كانت الفنانة نجمة تلفزيون وما يهمه هو حضور الفنانة وأداؤها أمام الجمهور، ومدى معرفتها بالنقاط الهامة التي تجعل الجمهور يتجاوب معها ويتقبلها كممثلة مسرح، ومن خلال تجاربي السابقة مع الفنانات للأسف الشديد لم أجد سوى فنانة واحدة لا تحظى بجمهور تلفزيوني ولكنها ممثلة مسرح من الدرجة الأولى لديها كاريزما عالية جداً وتهتم بدورها وشخصيتها تدرسها وتطورها تتجاوب مع الجمهور وتجذبه نحوها ويتقبلها بشكل لا يصدق، وهذه هي الفنانة الكوميدية سارا الجابر، التي تملك طاقات عالية جداً لم تستغل بعد، اكتشفت فيها تلك المميزات وأصبحت أعتمد عليها في مسرحياتي وأرسم لها دورها وهي تطوره على خشبة المسرح، مما أثار حفيظة بعض الفنانات اللواتي كن يتوقعن بأن بنجوميتهن التلفزيونية ستساعدهن بتقبل الجمهور. مهدي البقمي * جميع مسرحياتك هي من تأليفك.. هل تجد نفسك قادراً على استيعاب الهموم النسائية؟ وهل تتلقى نصائح من زوجتك حول ما يردن الحديث عنه في المسرحيات التي قدمتها؟ - أولاً: بالنسبة للهموم النسائية، أي كاتب متمكن سواء كاتب مسرحي أو تلفزيوني قادر على استيعاب وطرح أي قضية في المجتمع سواء كانت نسائية أو رجالية أو شبابية، والكاتب المطلع والقارئ الجيد والمستمع الرزين يستطيع استنباط القضايا وبلورتها في نص أياً كان نوع هذا النص، (مسرحي إذاعي تلفزيوني سينمائي)، فالقضية قضية اجتماعية بحتة، لا تختص بشخص دون الآخر ولا بجنس دون الآخر. أما بالنسبة لزوجتي وأسرتي، أنا أستمع منهن لبعض القصص الواقعية ومن هنا أبدأ البحث في الوسائل المتاحة لي لأطور الفكرة وأتعمق في أحداثها ثم أبدأ في صياغتها كقصة أو حدث في مجتمعنا بقالب كوميدي راق بحيث لا تؤثر تلك الكوميديا على مجرى الأحداث وأهداف القصة ورسالتها. * طيب ألا ترى أن الكاتب الرجل سينظر لواقع المرأة بمنظور يختلف عن ما ستطرحه الكاتبة في مسرحية نسائية؟ - بالنسبة للكاتبات في المسرح النسائي، أحترمهن وأقدر لهن جهودهن فنحن في مركب واحد، وإن تنافسنا فنحن نتنافس على التطوير والإبداع وإيجاد المسرح النسائي على خارطة الفن المسرحي في السعودية، ثم إن الطرح كما أسلفت هو إبداع يتميز به الكاتب، ولا يوجد نص أنثوي ونص ذكوري، فلو أخذت مجموعة نصوص كتب البعض منها من قبل كاتبة، والآخر من قبل كاتب وأزلت اسم كاتب النص لما فرقت بينهم ولا تستطيع أن تميز بأن هذا النص لرجل وهذا النص لأنثى. سارا الجابر في إحدى المسرحيات * ما هي أهم الصعوبات التي يواجهها المنتج عندما ينتج مسرحية نسائية؟ - الحقيقة أي عمل فني أو إعلامي لابد وأن يواجه صعوبات، ولكن البعض من الصعوبات يتم تلافيها وحلها، ولكنا في المسرح النسائي نحتاج للدعم المعنوي بشكل أكبر، وتهيئة مكان مناسب لعمل البروفات والتدريبات، هذه مشكلة أعاني منها كثيراً، فالجهات التي يتم التنسيق معها للعرض المسرحي النسائي يعتقدون أن الأمر بسيط ولا يحتاج للتدريب، وأن الموضوع هو وقوف فنانة على خشبة المسرح وأن تقول كما تشاء، وكأنها ستلقي قصيدة شعرية أو ستقرأ من ورقة تحملها، ونحتاج دعم ومساندة الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة والإعلام وجمعية المسرحيين، فنحن نقدم مسرحاً نسائياً بحتاً نقدم من خلاله رسالة إعلامية ذات هدف ومضمون، كما أنه ينقصنا الفنيات المتخصصات في مجال الديكور والإضاءة والصوت. * كيف وجدت الصدى للمسرح النسائي خصوصاً أنك أعدت عرض عدد من المسرحيات في عدة مناطق في المملكة؟ - نعم أعدنا عرض مسرحياتنا في أكثر من منطقة من مناطق المملكة ولله الحمد كانت عروضاً ناجحة بكل المقاييس، ووجدت تجاوباً كبيراً وقوياً من الجمهور النسائي، ورغبة ملحة وكبيرة في استمرار المسرح النسائي ورغبة وطلباً في إعادة العروض، وتصلني الكثير من الطلبات بعرض المسرحيات النسائية في مختلف مناطق المملكة ولكن نجد صعوبات في مواقع العرض في مختلف المدن، فلا توجد قاعات عرض مجهزة وأغلب القاعات هي قاعات خاصة بالندوات والمحاضرات ولا توجد بها كافة الإمكانيات (صوت وإضاءة وتقنيات)، ولهذا نحاول تلبية رغبة الجمهور النسائي المتعطش لمثل هذا النوع من المسرحيات بقدر ما نستطيع وبالتنسيق مع بعض الجهات المتعاونة. من المسرح النسائي