أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة أمس ان 16 مدنيا قتلوا خلال ال 48 ساعة الماضية في سوريا، بينهم 11 في محافظة حمص (وسط)، برصاص قوات الامن والجيش خلال قمعها الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد. لافروف يطالب بوقف توجيه الإنذارات إلى نظام الأسد ويعارض فرض حظر للسلاح على دمشق واستشهد مواطن يبلغ من العمر 35 عاما من قرية عين الطاقة القريبة من قلعة المضيق كان قد غادر منزله صباحا برفقة زميله واطلق عليهما الرصاص من قبل عناصر الشبيحة وسلم جثمانه لاحقا الى ذويه وعليه اثار التعذيب ولا يزال مصير زميله مجهولا". وقالت لجنة تابعة للامم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن سوريا أمس ان قوات الجيش والامن السورية ارتكبت جرائم بحق الانسانية من بينها القتل والتعذيب والاغتصاب وان حكومة الرئيس بشار الأسد تتحمل المسؤولية عن تلك الجرائم. وقالت اللجنة التي تتألف من ثلاثة اعضاء في تقرير من 39 صفحه رفعته إلى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان سوريا "مسؤولة عن افعال غير مشروعة تشمل جرائم بحق الانسانية ارتكبها افراد من جيشها وقواتها الامنية كما هو موثق في هذا التقرير". واضافت اللجنة انها وثقت حالات اعدام خارج نطاق القضاء وتعذيب واغتصاب بما في ذلك حالات تعرض لها اطفال واعتقال تعسفي وخطف ارتكبتها القوات السورية التي تسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية منذ مارس متمتعة "بحصانة ممنهجة" من العقاب على جرائمها. وشهد جندي بانه انشق على الجيش بعد ان شهد اطلاق النار على طفلة عمرها عامان في اغسطس الماضي من قبل ضابط قال "انه لا يريدها ان تكبر لتصبح متظاهرة". وقالت لجنة الاممالمتحدة ان قوات الجيش والامن استخدمت اساليب للتعذيب من بينها الصدمات الكهربائية والتعذيب الجنسي واستخدمت هذه الاساليب في أغلب الحالات مع الرجال والصبية في الحجز "كأداة لبث الخوف في نفوسهم". واضافت "وردت شهادات من عدة رجال قالوا انهم تعرضوا للاغتصاب بدس عصي في الشرج وانهم شاهدوا صبية يغتصبون". وقالت "تعرض المحتجزون ايضا للتعذيب النفسي بما في ذلك تهديدات جنسية ضدهم وضد عائلاتهم واجبارهم على السجود للرئيس الأسد بدلا من الله وإلا سيقتلونهم". من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن بلاده لا تريد بحث خيار عسكري للتدخل في سوريا إلا أنه أضاف أن تركيا مستعدة لأي سيناريو ، وأكد إن المجتمع الدولي قد يقرر إذا كانت ثمة حاجة إلى إنشاء منطقة عازلة في سوريا إذا حاول مئات الآلاف الفرار من العنف هناك. وأضاف أوغلو "إذا استمر القمع فإن تركيا مستعدة لأي سيناريو. أتمنى ألا يكون التدخل العسكري ضروريا أبدا. على النظام السوري أن يجد وسيلة للتصالح مع شعبه". ومضى يقول إنه لا فرصة لبقاء أي نظام يعذب شعبه. من جهته، قال وزير النقل التركي بينالي يلدريم إن تركيا ستباشر علاقاتها التجارية مع منطقة الشرق الاوسط عبر العراق في حالة تدهور العنف في سوريا. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن يلدريم قوله إن أنقرة ستفتح بوابات حدودية جديدة مع العراق إذا لزم الأمر. ومن المتوقع أن تتبع تركيا خطى الجامعة العربية في فرض عقوبات على سوريا التي تربطها بها حدود برية تمتد لمسافة 800 كيلومتر. وقال يلدريم إن العقوبات لن تضر بالشعب السوري ومضى يقول "نعتزم القيام بشحنات تمر ببوابات حدودية جديدة في العراق إذا تدهورت الأوضاع في سوريا". من جهتها، دعت روسيا الى الكف عن توجيه "انذارات" الى حليفتها في الشرق الاوسط سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تعارض فرض حظر سلاح على سوريا وتعتقد أن بعض الدول يجب أن تتوقف عن تهديد دمشق بالإنذارات. وصرح لافروف بأن اقتراحات بفرض "حظر على كل أشكال تسليم السلاح هي غير نزيهة" لأن تطبيق حظر السلاح سيقطع الإمدادات عن حكومة الرئيس بشار الأسد ولكن ليس عن معارضيه. وقال لافروف ملمحا إلى الجامعة العربية وقوى غربية إن الوقت حان "للتوقف عن استخدام الإنذارات" للضغط على دمشق وكرر دعوة روسيا إلى الحوار بين الحكومة السورية وخصومها الذين تقول موسكو إنهم يتحملون جزءا من المسؤولية في إراقة الدماء. وأضاف لافروف "كلما استمرت الأوضاع على هذا المنوال في سوريا كلما سبب لنا هذا مشاكل. في الأغلب تستفز الجماعات المسلحة السلطات. ليس من الصواب توقع أن تتجاهل الحكومة هذا الأمر".