قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الثلاثاء ان تركيا لا تريد بحث خيار عسكري للتدخل في سوريا الا أنه أضاف أن تركيا مستعدة لاي سيناريو بما في ذلك اقامة مناطق عازلة لاحتواء اي تدفق جماعي للاجئين في الوقت الذي تقمع فيه دمشق الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد. وأصبحت تركيا الحليف السابق لسوريا من أشد المنتقدين للاسد ولحملة القمع التي يشنها على المحتجين الذين يطالبون بالاطاحة به. وتقول تركيا انها ستتبع خطى جامعة الدول العربية في فرض عقوبات على دمشق. وقال وزير الخارجية احمد داود أوغلو في مقابلة مع قناة (كانال 24) "اذا استمر القمع فان تركيا مستعدة لاي سيناريو. أتمنى ألا يكون التدخل العسكري ضروريا أبدا. على النظام السوري أن يجد وسيلة للتصالح مع شعبه." ومضى يقول "اذا بدأ يتدفق مئات الالاف في اتجاه الحدود العراقية واللبنانية والتركية.. ربما لا يتطلب ذلك من تركيا فحسب بل من المجتمع الدولي كله اتخاذ بعض الخطوات مثل اقامة منطقة عازلة. لا نريد أن يحدث هذا لكن علينا أن نبحث هذا السيناريو ونستعد له." وأقام الجيش التركي منطقة أمنية عازلة داخل شمال العراق خلال حرب الخليج الاولى عام 1991 وأبقى على وحدات صغيرة منذ ذلك الحين. وتمتد الحدود التركية السورية لمسافة 800 كيلومتر منها أكثر من 500 كيلومتر ملغمة على الجانب التركي حتى عمق يصل الى 300 متر ويعود ذلك الى عهد كادت ان تنشب خلاله حرب بين سوريا وتركيا بسبب سياسة سوريا المتعلقة بايواء مقاتلين أكراد. وقال داود أوغلو ان الاسد يرتكب "الاخطاء ذاتها" التي ارتكبها الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين في القمع الذي لا يسفر سوى عن المزيد من المعارضة. وقال ان دمشق ما زال امامها فرصة لقبول ما اقترحته الجامعة العربية بايفاد مراقبين دوليين. ومضى يقول انه ليس هناك اي مجال لبقاء أي نظام يعذب شعبه. و قال وزير اخر ان تركيا ستباشر علاقاتها التجارية مع منطقة الشرق الاوسط عبر العراق في حالة تدهور العنف في سوريا. وأدلى وزير النقل التركي بينالي يلدريم بهذه التصريحات بعد أن فرضت الجامعة العربية عقوبات على دمشق بسبب هذا القمع الذي سقط فيه أكثر من 3500 قتيل خلال ثمانية أشهر طبقا لاحصاءات الاممالمتحدة. وقال يلدريم ان العقوبات لن تضر بالشعب السوري ومضى يقول "نعتزم ارسال شحنات عبر بوابات حدودية جديدة في العراق اذا تدهورت الاوضاع في سوريا." ومضى يقول "سيجري دعم النقل عبر العراق والاردن الى السعودية واليمن ودول الخليج أكثر والعمل في هذا المسار سيزيد كثافة." وفرضت الجامعة العربية العقوبات يوم الاحد وطرح الاتحاد الاوروبي عقوبات خاصة به في اليوم التالي. وتقول أنقرة انها ستسير على خطى الجامعة العربية في فرض عقوبات على سوريا لكنها ستطبق هذه الاجراءات بشكل انتقائي بحيث لا تضر بالشعب السوري. وذكر يلدريم أن الرحلات الجوية المدنية لن توقف وستستمر خدمات الخطوط الجوية التركية الى دمشق لكن تركيا ستواصل فرض حظر للاسلحة على سوريا. وقال وزير الطاقة تانر يلدز يوم الثلاثاء انه لن تفرض قيود على الامداد بالكهرباء لان هذا احتياج أساسي. وقالت صحيفة صباح التركية دون ذكر مصادر انه سيجري تعليق حسابات الحكومة السورية في البنك المركزي التركي وستوقف المبيعات الرسمية للدولة السورية وسيفرض حظر للسفر على الاسد وأفراد عائلته. وأضافت الصحيفة ان الاجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية جرى بحثها في اجتماع بالوزارات التركية ليل الاحد وستفرض بعد موافقة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.