وتمامه: إذا كان وجه الأرض لبنان فقاع الأرض جيزان وكلمة «قاع» لم ترد في الأصل وقد غيرتها، وهذا البيت قاله لي مواطن من جيزان عندما زرتها في عام 1382ه أنا والزميلان عبدالمنان ترجمان ومحمد علي مكي بتكليف من وزير الزراعة السيد عبدالله الدباغ لبحث مطالبها ومطالب باقي مناطق المملكة التي قمنا بزيارتها أيضاً، وكان انطباعي عن جيزان أنها تحتاج إلى معجزة لتنميتها، فلم تكن فيها أي بنية تحتية ولم يكن هناك طريق رئيسي يربطها بباقي مناطق المملكة، وبالطبع هجرها شبابها للبحث عن عمل في مناطق المملكة الأخرى، يضاف إلى ذلك أن حيازاتها الزراعية صغيرة يستحيل إدخال الميكنة إليها وتسويق محاصيلها، ولم تتحقق هذه المعجزة حتى الآن رغم المحاولات العديدة من الأهالي ومن الحكومة، والشركة الزراعية التي تألفت قد تعثرت فيما يبدو ولم تستطع أن تضم هذه الحيازات تحت إدارة واحدة، كما لم تؤسس جهازاً فعالاً للتسويق الزراعي رغم إمكانيات المنطقة الزراعية الهائلة منها على سبيل المثال كما صرح السفير المكسيكي ملاءمة مناخها وتربتها لزراعة الموز وصلاحيتها لاستزراع الروبيان، والذي صرح أيضاً أن هناك العديد من الشركات المكسيكية التي ترغب في الاستثمار في المنطقة والكرة الآن في نصف ملعب شركة جيزان الزراعية التي غيرت اسمها إلى شركة جيزان للتنمية، وهو تغيير له مغزاه وأهميته، فالزراعة وحدها لم تعد تشكل قاعدة قوية للتنمية وزيادة الدخل، ولحسن الحظ فإن المنطقة تحتوي على إمكانات سياحية هائلة تتمثل في البحر وشعبه المرجانية وثروته السمكية الهائلة والجزر والجبال والغابات، وهذا ما أكده الوفد الماليزي الذي يزور المملكة في الوقت الحاضر لبحث فرص الاستثمار فيها وهم أصحاب خبرة في مجال السياحة وحبذا لو تعاون معهم المستثمرون السعوديون الذين شرع بعضهم في الاستثمار في جزيرة فرسان بمبالغ تصل إلى 300 مليون دولار، مما يجعلنا نطمح في أن تصبح جيزان وجه الأرض أو لبنان الجنوب.