أكثر من 15 عاما والنصر بعيد عن البطولات المحلية الكبيرة التي حملها (نصر زمان) بفضل جيله الذهبي الذي كان يمتع الجماهير ويقدم افضل المستويات ويهزم اقوى الفرق ويخيف خصومه، اما (نصر الوقت الحالي) فمشكلته انه لا يعترف بواقعه، وكثيرا ما أشغل نفسه بمشاكل غيره دون حل لمشاكله المتراكمة التي وضعته تحت محاصرة الاخفاقات وأزمة غياب الثقة وعدم القدرة على العودة الى المنصات، على الرغم من انه في الفضاء هو الاكثر انتشارا وعبر الصحافة الورقية هو الاقوى صوتا ومن خلال المواقع والصحف الالكترونية هو الابرز حضورا ومن على منابر البرامج في كل قناة هو محور النقاش حتى وان كان الفريق الآخر هو الفائز ويستحق ان ينصف ويحظى بالاشادة، وعلى الرغم من ذلك فهناك من المنتمين للنصر يظن ان تفوق (الاصفر) مرتبط بالغاء الآخر وازاحته عن الوجود وترك الساحة لفريقه فقط. هذا اسلوب لا يمكن ان يلجأ اليه إلا من فقد مفاتيح التفوق وحلول العودة وادوات العمل الناجح وانحصر دوره في عرقلة تقدم خصمه والتشكيك في انتصاراته، ان خسر فريقهم هاجموا الادارة وطالبوا بابعادها، وان تعثر جلدوا اللاعبين بسياط النقد وأن اصبح الخصم هو الاكثر قدرة على الفوز لاموا التحكيم، وان رأوا ان الآخرين هم الافضل صادروا افضليتهم باختلاق الاعذار وصنع المبررات بعيدا عن ملامسة المشكلة الحقيقية ووضع اليد على الجرح والالم اللذين يعاني منهما الفريق الكبير. والسؤال: هل يجرب النصراويون لو مرة واحدة التركيز على حل ازمة فريقهم وغيابه عن البطولات وترك الاندية الاخرى بحالها؟، نعتقد انهم لو فعلوا ذلك لربما تغيرت صورة (فارس نجد) كثيرا نحو الافضل واصبح من الفرق المنافسة بدلا من ان يحتل مركزا لا يليق به ولا بشعبيته وتاريخه وقيمته في خارطة الرياضة السعودية التي تشهد بانه أحد اضلاع الكرة لديها. في السابق كانت الاعذار النصراوية تنحصر بذريعة التحكيم وحجة محاربة الاعلام لفريقهم، اما الآن فقد اصبح الجميع يتكبد اخطاء (اسياد الملاعب) وربما أشد مما ذاقه النصر، فضلا عن انه يوجد في كل قناة وبرنامج بطريقة لا تقبل التكذيب منتم للنصر بيده مفاتيح الادارة والتقديم والاعداد واختيار الضيوف فليس لهم عذر. العلاج لا يمكن ان يكون بإنشاء صحيفة او موقع او برنامج رياضي او تكوين فريق من الاعلاميين، انما بما هو اهم من ذلك، ونعني الاعتراف بالمشكلة والتركيز على علاج العلة الحقيقية التي هي من صنع النصراويين وليس من صنع اي طرف خارجي. النصر يفتقد لروح العمل الجماعي بين الادارة واعضاء الشرف والقتالية والعطاء من اللاعبين ويضاعف المشكلة سوء الاختيار للاعبين محليا واجنبيا، لا يمكن له ان يتقدم واعضاء الشرف ينتقدون الادارة ويختلفون معها، ولا يمكن له ان يفوز وهناك عناصر تقدم بها العمر واصبحت مجرد اسماء قادمة من اندية اخرى تحتل القائمة الاساسية دون ان تضيف للفريق الجديد والمفيد، النصر يحتاج الى تكاتف صادق بدلا من الشعارات التي ترفع عبر الاعلام فقط دون ان يوجد لها أثر ايجابي.