قرأت ما جاء في صفحة الرأي بجريدة «الرياض» العدد 13483 بتاريخ 16/4/1426ه، في مقال (معلمة اليوم..) بقلم المشرفة الإدارية نعيمة المطلق بارك الله فيها وإنني لا أعقب عليه بحد ذاته فقط وإنما رؤية لما حولي وجلجلة في صدري منذ التزمت بمسار التدريس.. أسأل الله أن يكون لي ولمن مثلي خير ورحمة لا عذاب ونقمة، وأتمنى بكلماتي هذه أن أحقق قول ربي سبحانه على لسان نبيه عليه السلام «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب». فالكل يعلم أن التعليم (معلم ومتعلم) هو أمانة والكل يحرص على أداء أمانته بما قدر الله له من قدرات ومواهب اختلفت أنواعها ودرجاتها. ٭ إن ضعف المعلمة المتحدث عنه ليس ضعفا انتابها لوحدها فقط من بين أجناس المجتمع وانما الضعف شمل الجميع من معلم وطالب ومشرف ومدير وأب وأم.. إلخ. ٭ أما ما آه البعض من تلعثم المعلمة أمام أسئلة الطالبات (هنا إن سألن!!) فلا نرجعه لضعفها فقط وإنما الدنيا من حولنا فتنة ما عدنانميز أين الصواب وقد كثر جدل الإنسان حول أمور (كشف المرأة وجهها، قيادة المرأة السيارة، كروية الأرض واستوائها، الانشاد والتمثيل جائز أو لا؟!!.. إلخ. أما أسئلة تدور حول الدرس فلا أظن معلمة شرحت درسها لا تتمكن من الإجابة عن أسئلة حوله! ٭ وبخصوص غياب المعلمة المتكرر هلا كان هناك من يبحث في ظروفها ويساعدها فإن كان اهمالاً تؤاخذ بيد من حديد حتى يخف الفساد المتحدث عنه. ٭ أما النماذج التي ترى كل يوم والتي لا تستعد لعملها إلا برؤية من يراقبها ويقيمها ولا تخاف الله، هل احطتموها بالحزم بحكم مراتبكم القيادية؟! ٭ وما ذكر عن الطالبات وما يجدنه من كثرة الطلبات فإني أرى العكس فالمعلمات يحاولن اشراك الطالبات بأعمال مهارية بأقل التكلفة وبتدوير ما أهمل في المدرسة أو في المنزل، وهذا هو الإبداع. ومن جهة أخرى نجد المعلمة تعاني ما تعانيه الطالبة إذ تطالب بالمساهمة مالياً في أمور لا أرى لها داع في صرح تعليمي تربوي ولذلك اقترح تغيير مسمى (معلمة فلانة) إلى (قطة فلانة)!! أشكر الكاتبة على أنها شملت المعلمات أيضاً بالفروق الفردية والذوق أنواع ودرجات. وإن ربط الضعف والرسوب بالمعلمة ظلم واجحاف متناسين بذلك عوامل عديدة أهمها ما تعلق بالطالبات من درجات الذكاء ونضج اجتماعي وظروف بيئية وغيرها. وإذا كان هناك شكوك حول المعلمة فتبينوا واتخذوا الاجراء الإداري العادل الحازم وفي ذلك مصلحة حاضرة ومستقبلية.. وإني لاعجب أن يربط اتقان المعلمة بعدم وجود أي رسوب بين طالباتها!!. وأتساءل عن مفهوم الأسئلة الصعبة من أين تأتي الصعوبة وتلك الأسئلة لن تخرج عن نطاق الكتاب المدرسي المؤسس تربوياً بما يتناسب وخصائص المرحلة العمرية المقررة له؟! وكيف يحدث ذلك وقد أشرف على تلك المعلمة من هي الأفضل في المجموعة علماً وخبرة وتمتعاً بالشخصية القيادية تشير لها إلى الأصوب بالحسنى والكلمة الطيبة وفي هذا ما تطمئن له النفس. أما تلك الهمسات الحنونة فإنني أهدي مثلها إلى كل قيادية من مشرفة أو مديرة: - كوني اختا للمعلمة وافسحي لها مجال المناقشة والتعبير بحرية وإن كان خطأ.. مستقبلة وجهها لا مدبرة تلاحقك ثم بادريها بالنصح والتقويم بلا تعنيف أو رفع صوت أو إحراج أمام أحد. - احترميها وقدري ظروفها وستقابلك بالمثل وأحسن. - ازيد همسة.. أعينيها على نفسها برفع ما لا طاقة لها به وكلفيها من العمل ما يناسبها حينها ستنتج وتبدع. يسر الله لنا الخير وأعاننا على الطاعة والبر. ونسأل الله أن لا يجعلنا من الظالمين ولا المظلومين.. والحمد لله فما توفيقي إلا به. ٭ معلمة علم النفس