القاهرة - مكتب "الرياض" ، أيمن محمود وسعيد عمر ومحمد خليل ، ا ف ب: سقط ثلاثة قتلى الاحد اختناقا بسبب قنابل الغازات المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات الامن في تفريق المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة ما يرفع حصيلة القتلى بعد يومين من المواجهات الدامية في مصر الى خمسة قتلى وذلك قبل اسبوع من موعد اول انتخابات تجري منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك. فقد استخدمت قوات الشرطة والجيش الهراوات والغاز المسيل للدموع وبنادق الرش لاخلاء ميدان التحرير بوسط القاهرة من آلاف المتظاهرين، حسبما قال مراسلو فرانس برس. ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب والشرطة العسكرية التي اضطرت الى الانسحاب الى الشوارع المجاورة امام المقاومة العنيفة للمتظاهرين غير ان الوضع لم يتحسن بعد بحسب المراسلين. وقال عبد الله عبد الرحمن المسؤول عن مستشفى ميداني في التحرير لفرانس برس ان "ثلاثة اشخاص توفوا اختناقا" خلال الاشتباكات التي استخدم فيها ايضا المتظاهرون قنابل المولوتوف في مواجهة قوات الامن. وفي تلك الاثناء عقدت الحكومة المصرية اجتماعا استمر عدة ساعات قبل ان تتوجه بكامل اعضائها الى مقر المجلس العسكري الحاكم لاجتماع اخر، حسبما ذكر التلفزيون الحكومي. المجلس العسكري : لن نرضخ لأي مطالب لتأجيل الانتخابات المقبلة وافادت وزارة الصحة ان المواجهات التي اندلعت صباح السبت في ميدان التحرير بالقاهرة اسفرت عن 750 جريحا قبل ان تنتقل الى مدن مصرية اخرى وخصوصا الاسكندرية واسوان (جنوب) والسويس.واسفرت المواجهات عن نحو 50 معتقلا ، وخلال هذه التجمعات اطلق المتظاهرون شعارات مناهضة للواء محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يقود مصر منذ تنحي الرئيس السابق وفي تلك الاثناء عقدت الحكومة المصرية اجتماعا استمر عدة ساعات قبل ان تتوجه بالكامل الى مقر المجلس العسكري الحاكم لاجتماع اخر، حسبما ذكر التلفزيون الحكومي. وكانت اشتباكات متفرقة وقعت امس قرب مقر وزارة الداخلية على مسافة قريبة من ميدان التحرير. كما دعا المتظاهرون الى مسيرة حاشدة في السويس حيث انتشر المئات من قوات الشرطة في وسط المدينة الواقعة على قناة السويس، بحسب مراسل لفرانس برس. متظاهرون يهربون من القنابل المسيلة للدموع كما خرج متظاهرون الى الشوارع في مدينة الاسماعيلية القريبة حسبما ذكر مسؤول امني. وقد اقيمت مستشفيات ميدانية في المساجد قرب ميدان التحرير بينما تلقى المتظاهرون المساعدة الطبية للتعامل مع اعراض استنشاق الغاز المسيل للدموع ومن جراء الاصابات التي لحقت بهم بعد اطلاق قوات الامن الرصاص المطاطي وطلقات بنادق الرش. وتأتي الاشتباكات الدامية قبل نحو اسبوع من اجراء اول انتخابات تشريعية منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير. ودعت الحكومة المصرية الى "تحكيم العقل" في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي، معتبرة ان "ما يحدث منذ صباح امس أمر خطير ويؤثر بشكل مباشر على مسيرة البلاد والثورة".ودعا احد الاحزاب السياسية في بيان الى تشكيل حكومة انقاذ وطني فيما دعا حزب اخر الى ارجاء الانتخابات. من جانبها دعت جماعة الاخوان المسلمين الى الهدوء بهدف عدم "تشويه صورة الثورة" وذلك في رسالة عبر موقع تويتر. واندلعت المواجهات في ميدان التحرير عندما حاولت الشرطة صباح السبت تفريق اعتصام بالقوة كان بدأه قبل ايام ناشطون اصيبوا بجروح خلال ثورة 25 يناير.ويطالب هؤلاء بمحاكمة عناصر الشرطة والمسؤولين عن اعمال العنف التي ادت الى 850 قتيلا وآلاف الجرحى. وعقد مجلس الوزراء المصري اجتماعا طارئا امس برئاسة الدكتور عصام شرف لمناقشة تطورات الأحداث الأخيرة في ميدان التحرير وعدد من المحافظات وإجراءات إعادة الأمن والانضباط للشارع المصري. كما يتابع اجتماع المجلس إجراءات تأمين مقار الاقتراع استعدادا لإجراء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ مرحلتها الأولى يوم 28 نوفمبر الجاري بالإضافة إلى عدد من القضايا الاقتصادية. في الوقت نفسه أكد اللواء أركان حرب محسن الفنجري عضو المجلس العسكري أن القوات المسلحة سيكون لها دور فعال في تسيير الانتخابات البرلمانية التي تنطلق 28 نوفمبر الجاري وتأمينها بشكل سلمي بتكاتف أبنائها.وقال في مقابلة تلفزيونية إننا لن نرضخ لأي مطالب لتأجيل الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن القوات المسلحة والداخلية قادرتان على تأمين اللجان الانتخابية والعبور بمصر مما وصفه بالمستنقع.من جانبه قال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد "إن ما رأيناه "أمس الأول" بميدان التحرير لا يماثل صورة ما كان عليه يوم 27 يوليو الماضي، حيث لم تكن الشعارات الإقصائية التي ظهرت في الميدان قد تجمعت". وقال الدكتور سيد فليفل مستشار رئيس الوزراء إن الغالبية العظمى من مصابي ثورة 25 من يناير تم عمل اللازم لهم وفق ما تم الاتفاق عليه بشأن صندوق رعاية مصابي الثورة.وأشار إلى أنه تم صرف الأموال للشهداء والمصابين ، ومن ثم تم الاتفاق على أن تقوم المحافظات بتحديد مستشفيات لاستكمال علاجهم.في أثناء ذلك اكد عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة ل "الرياض" السبت التزام المؤسسة العسكرية باجراء الانتخابات البرلمانية والتي ستجرى المرحلة الاولى منها يوم 28 نوفمبر الجاري في موعدها المحدد ، وقال ان احداث ميدان التحرير لن تؤخر او تؤجل الانتخابات.وبالنسبة لموعد انتخابات الرئاسة ، قال المصدر ان تحديد موعد انتخابات رئيس الجمهورية مرتبط بتشكيل الجمعية التأسيسية المكونة من مائة عضو والتي يشكلها مجلسا الشعب والشورى في اجتماعهما المشترك.